لغة العيون عن اللسان تنوب
والجفن فيها شاعر وخطيب
من ريشة الاهداب صاغ يراعه
والحبر كحل العين حين يذوب
يروي حكاية قلب صبٍّ هائم
إن قام بين العاشقين خطيب
أو راح يرسل للعيون رسالة
يدري ويدرك مبتغاه لبيب
فالعين تغني عن فصاحة جهبذ
حتى وإن كان اللسان غريب
لغة ولا كل اللغات بيانها
ماشابها الإعراب والتعريب
لا الجر مس حروفها أو جازم
أو طالها المرفوع والمنصوب
فيها البيان لكل أمر مبهم
لو جئت تسأل فالعيون تجيب
لو راح محزون يكتّم حزنه
فالعين يفضح دمعها المسكوب
وإذا نظرت بعين صاحب فاقة
لرأيت موجوعا عراه لُغوب
من حمرة العينين تقرأ موقنا
ذاك الذي تلقاه جدُّ غضوب
ولئن رأيت المرء حملق ذاهلا
فهو الجبان الخائر المرعوب
وإذا رأيت المرء تبرق عينه
عجلا فذاك مخادع وكذوب
ولئن رماك بطرف عين ناظر
شزرا فذاك الفعل منه مريب
أو قد أحدّ الطرف نحوك ساهم
ذا حاسد والعين منه تصيب
وأخو النعاس تراه يكسر جفنه
كالنجم يبرق لحظة ويغيب
إن غادة أومت إليك بطرفها
ترمي نبال العشق فهي لعوب
وإذا نظرت لها بمقلة وامق
عرفت بأن وصالها مرغوب
لو أومأت يوما لأبكم ماوعى
لغة الكلام أتى له المطلوب
إن عاب لحنُ القول يوما ألسناً
ما في كلام المقلتين عيوب
جرح السنان يطيب إن عالجته
لكنْ جروح العين ليس تطيب
إن اللسان مراقب في قوله
واللحظ يلفظ ما عليه رقيب
مازال ينتهب القلوب بيانه
حتى تكشّف سرها المحجوب
فاحذر كلام العين أنت مساءل
عنه كما فوق اللسان حسيب
والعين تذنب إن رنت لمحرّم
وتريق دمعة نادم وتتوب
منها الشرارة إن قدحت زنادها
تكوى بنارٍ أو قَدَتها قلوب
فلها ومنها كل قول مرسل
إن العيون حديثها لعجيب !!!!
تعليق واحد
تعقيبات: لغة الشاعر – لغة الشاعر والغموض – SaEdu