آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
لماذا النساء حين يكبرن
يصبحن كالياسمين
يصبحن كالتفاح
كالنغناغ ، كا لأمل الساكن
في عيون المساكين ؟
كم عمرك ؟
أربعينية
أأكملت الخمسين
لا يهم العمر إن كنت تصغرين وتعبثين
إن رغبت أن تمدي يدك للشمس
فنصف الجمال تمنع ناضجة
ونصفه الأخر طيش المراهقين
عميقات كمن تشبع جيده بالمسك ؟
رقيقات .. حالمات .. خجولات
كشمس المغيب !
كحمرة الزهر في بواكير الربيع
كاللوز في آذار كالعيم في تشرين !
لماذا النساء حين يكبرن
تدُب فيهن الأنوثة هكذا ؟
كصبية عربية مملؤة الأرداف
والثوب من غضب تفتق
كالخمر في عناقيد كرمة
من ألف عام قد تعتق ؟.
لماذا يصبحن كالكستناء
يتفلتن من بين الأصابع كالماء
يقتلن بكل بساطة
كبرق يمزق الغيم في كبد السماء ؟!.
لماذا يُلملمن ما تبقى
من طفولة الضفائر
ينشبن في كتفيك الأظافر
وتحصي بعد كل معركة صغيرة
ما تركن فوق جيدك المسلوب
من أحمر الشفاه والخسائر
ما تركن فوق الوسادة
من شغف الأنوثة وكحل المحاجر ؟!.
لماذا النساء حين يكبرن
يتحدث فيهن حتى الحاجبين
تخبرك الشفتان عن بقايا الشهد
في زهر آيار قبل تشابك الفصلين
لماذا تصبح العينان لؤلؤتين ؟
والوجنتان بقايا الندى قبل الفطام
قد ساح قطرها قبل حولين ؟!
لماذا نبتلى هكذا كأننا
ما يوما عرفنا شقاوة العشرين
يذبحننا دون أن نحرك ساكنا
وأمامنا يشحذن شفرة السكين ؟!
من قال أنها تموت في السبات
ولا تثور كالبراكين
من قال أنها تموت من تعرق
في كف الطفولة العصافير
من قال أن الحب بارد
إن تجاوزت في العمر غانية
خيط الثلاثين !.
