تعالي إليّ بآخر ما تبقى فيكِ من أعضاء،
لا تقلقي،
أنا مثلكِ تنقصني العديد
من أجزاء جسدي،
لقد كانت الرصاص تغربلني مرارًا،
كي يصفو منّي ما يستحق العيش،
والقذائف تتأكّلني كأنها نسور جائعة،
والألغام تلتهمني من الأسفل..!
تبقّى منّي نصفي اليتيم،
هاأنذا أنزف من عنقي وخاصرتي..!
والكثير من “يا الله” تركتها تولول في أزيز
فوهات البنادق.
أنتِ أيضًا كانت مخالب الحرب تنهش رقّتك،
ولأنكِ طويلة؛ لم تصل اللعنة إلى رأسك،
ولأنّكِ ظللتِ طوال الوقت عقيمة؛
لم تتقصّفكِ القنابل من ساقيكِ..!
هاتي أشلائكِ المبعثرة لأضيفها لما تبقى مني،
لدي نزيفٌ فائض،
ولديك مشهدٌ ناقص،
عانقيني، ولنصبح الناجي الوحيد
الذي مات كثيرًا.