هذا الثّلجُ الذي يأْتي خاطفاً على مرامي أَيَّامِنا لِمَنْ.؟
حُضورهُ ونقاؤهُ ونشوتهُ وهواؤهُ لِمَنْ.؟
هذا الثَّلجُ الذي ليسَ لنا بياضُهُ ولا دِثارُهُ
لمْ يعُدْ يجذبُ القلبَ المُتوجِّهَ إِليْهِ بالوهجِ
صارَ غريباً هذا الثلجُ على ذائقتنا المُتحوِّلةِ
صارَ وبالاً على شَعرِنا قبلَ هجمةِ المشيبِ.!
عافتُهُ القصائدُ أَيضاً لأَنَّهُ يكشِفُ عن مُغالطاتِ الطَّبيعةِ
إِزاءَ ما نحيا عليْهِ من الرَّمادِ.!
إِنَّهُ حُلًمٌ كاذبٌ لا يتسرَّبُ بطلاَقةٍ إِلى مشاعرِ الأُقحوانِ
دُخَّانُ المَشاهدِ والنَّوايا السُّودُ والأَكاذيبُ الشَّاهقةُ
كانتْ كفيلةً بإِلْغاءِ اِحتفاليَّةِ الصُّدورِ التي تضيقُ
بيومٍ ثلْجيٍّ مُفترضٍ لِإِسعادِ عُيونٍ اِبيضَّتْ بالعمَى.!
الطَّبيعةُ النَّقيَّةُ التي لا مُنازعَ لها في حياةِ اليبابِ
إِلَّا بالاِنهزامِ عن ثآليلِ خُضرتِها قبلَ عشقِها معنويَّاً
قد تموتُ كفِكرةٍ أَخَّاذةٍ بغيرٍ اِستساغةِ أَو تقبُّلٍ أَو اِنتماءٍ.!
سيترجَّحُ الثَّلجُ كوطأَةٍ حارقةٍ لِلهشيمِ بآخرِ الاِستفزازِ
لنَ يعودَ الثَّلجُ مرَّةً أًخرى إِليْنا والرَّمادُ هُنا مقيمُ
لنْ يعودَ الثَّلجُ ثانيةً إِلى هُنا كما تشاءُ تمنِّياتُنا للنَّصاعةِ
إِلَّا إِذا تغطَّتْ عيونُنا برائحةِ البياضِ
إِلَّا إِذا تغطَّتْ حواسُّنا بأُنشودةِ كفَنْ.!