رأيتُ الأرضَ تَنبُتُ مِنَ العَدَمِ
قد تَفحَّمَت مِرارا مُنذُ القِدَم
مهما يَدأبُ في أروقَتِها القَحطُ
وتَعلو أكواماً مَحافِرُ الرُّجَم
يَبقى في تَشقُقِ أفياءِ الصَّباحِ
فَجرٌ يَنبعثُ من الليلِ الواجِم
غابتْ بَينَ أدراجِ كلِّ مَن يَفقَهُ
حَقائـِقُ المَعرِفَـةِ بالتَّراكُم
يَرتابُ العَالِمُ في قَناعةِ نَفسهِ
ويَبقى عاجزاً وهـو في تَقدُّم
يلهو في حَظيَةِ بعضِ الإلهاماتِ
والوجودُ عليـهِ غيرُ مُنحَسِم
لا يَسأمُ والأفـولُ يشارفُ
يَكشَحُ الظُّلمَةَ في لَمعَةِ الأنجُم
ينطرحُ في رُبوعٍ تَكسيهِ الرِّيحُ
شريـدُ التَفرُّسِ بين الغَمائِم
وتَطابقتْ نَظريَّـاتُ الكُتُبِ
تُنيرُ الدَّربَ في حَلكةِ العَواتِم
تَشُقُّ العَزيمَةُ خَوضَ المآربِ
ولا تَصنعُ حالاً بعضُ المَزاعِم