وإذا البليدُ على الورى يتربّعُ
ألفيت كلّ بليّةٍ تتجمعُ
خَرِقٌ فلا متبصّرٌ متورعٌ
أو بسطةٌ من فيئها نتنفّعُ
باع المروءة ظنّه أن يُشترى
ملكٌ له فإذا الشراء مروّعُ !!
سيظلُ يركض للسراب تعطّشا
حتى يحين زواله المتفجّع
إنْ لم تصنْك فضيلةٌ تسعى لها
فعماد صرحك واهنٌ متضعضعُ
***
وإذا النمور تباعدت عن رتلها
صار احتمال مواتها يُتوقعُ
ألفيت أشداق الضباع تبللت
بلعابها خلف الطريدة تسرع
حتى إذا زلّت لوهنٍ رجلها
وثبت عليها في النيوب تُقطّعُ
والحكم دون حصانة أهليّةٍ
مثل الطريدة جسمه متقطّعُ
***
وجعي على الحسناء يُهتك عرضها
وتظلّ إثرَ تناوبٍ تتوجعُ
وتصيحُ هل من فارسٍ متلهفٍ
لحميّتي أم أنّ موتيَ أسرعُ ؟!!!
***
لاأذنَ تسمعُ للضعيف شكاية
صوت القوي مجلجلا ما يُسمعُ
***
والله ينصرُ من أتاه منزّها
لا عصبةً من كلّ كسبٍ تطمع
أوباخعٌ نفسا على آثاره ؟!!
والنصر ملكٌ للذين ترفّعوا
فبأي أعمدة المكارم تحتمي ؟!!
وبأيّ شرفة ماجد لك موضعُ؟!!
قد بتَ من جيب المصائب مترفا
والأهل في خيمِ المذلة جُمّعوا
بيعت مصانعنا وأتلف عزّنا
ومن الكنوز جوارنا يتبضّعُ
عرُبٌ وتحسب في الجوار معزّةٌ
والعزّ في غير انتمائك يخدعُ
أمظلةُ العجم اللئام وقايةٌ
لك زاعما أنّ الأخوة مرجعُ ؟!!!
عميت بصيرة من يراهم مرجعا
للجود كلّ في البلاء منفّعُ
***
والله ينصرُ من يراه مخلّصا
لا قاطعا حبلا به نتجمّعُ
دأب الذي اتخذ الذئاب لرعيه
وبلحم أرتال القطيع تُمتّعُ
لم يأتِ من كِسَف التأمرك هاطلٌ
إلا حميما حارقا إذْ يوقعُ
***
والحقُ ليلى للذئاب رهينة
والكل من أخطائه متفجّعُ
الرابط في بوابة ليلى والذئاب