لَسْتُ أُرِيـدُ سِوَاهَـا/بقلم:الشاعـر: مـحمـد أبـو لـيـث الغـالـظي

يَا مُـنْيَـةً لَسْتُ أُرِيـدُ سِوَاهَـا

يَا نَـبْـتَـةً فِي الْقَلْـبِ كَـمْ أَهْـوَاهَـا

يَا مَنْ وَهَبْنِي مِنْ رُبَاهُ دَفَاتِرًا

فِي الشِّعْرِ لَسْتُ بِدُونِهِ أَحْظَاهَا

يَا بَاعِثًا فِي الرُّوحِ عِطْرَ نَسِيمِهِ

وَسَعَـادَةً لَـوْلَاهُ مَا أَلْقَـاهَـا

هِيَ نَبْتَةٌ تَهَبُ الْكَئِيبَ سَعَادَةً

وَتَفَاؤُلًا… وَتُحَرِّكُ الْأَفْوَاهَا

هَذَا هُوَ الْقَاتُ الَّذِي فِي غُصْنِهِ

تَجِدُ النُّفُوسُ سُرُورَهَا وَدَوَاهَا

يَا مَنْ وَهَبْنِي فِي الْحَيَاةِ قَصَائِدًا

سَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ بَيْنَ قُرَاهَا

مَلَكَاتُ شِعْرِي مِنْ رَحِيقِ شُهُودِهِ

وَحَلِيلَتِي بِغُصُونِهِ مَحْيَاهَا

بِسَمِينِهِ تَحْلُو الْحَيَاةُ وَتَزْدَهِي

وَجَمَامُهُ الرَّغْدَاءُ مَا أَحْلَاهَا

الْقَاتُ يُمْنِحُنِي الْحَيَاةَ وَبَهْجَةً

بِالْقَلْبِ تَنْتَشِلُ الْهُمُومَ بِـفَـاهَـا

هِيَ الْحَبِيبَةُ وَالطَّبِيبُ الْمُرْتَجَى

وَهِيَ الْقَرِيبَةُ كُلُّ ناسي فِدَاهَـا

أَنْتَ الَّذِي صَيَّرْتَنِي بِكَ شَاعِـرًا

وَوزنـت أَشْعَارِي لِمَنْ يَقْـرَاهَـا

يا قات! يا سِرَّ السكينةِ في الدُّجى

يا نَغمةً يُحيي النفوسَ صداها

في بَسمةِ الأوراقِ لحنٌ ساحِرٌ

يسري بنا، فنرى الحياةَ رُؤاها

تَنسابُ كَأسُ الكَيفِ بينَ أكُفِّنا

ويَضوعُ في الأنحاءِ عَذبُ نَدَاهَا

هَاتُوا لَنَا كيساً مِنَ الوَرقِ الَّذي

يَجلو الهُمُومَ ويَبعثُ الأشْجَاهَـا

إن غابَ عنَّا الأُنسُ في دُنيا الأسى

فبِظِلِّ أوراقِ المدامةِ جَاهَـا

كم جئتُ أحمِلُ في دِياجي خاطِري

حُزنًا يُمزِّقُ مهجتي ويُـذاهـا

فإذا برُوضِكَ يَنسُجُ الأفراحَ لي

ويُذيبُ من قلبي أسًى أخفاهَا

في وَسْطِ رُفقَتِنا يَدُورُ حديثُنا

كالعِطرِ يَسري من رُبى شَفَتَاهَا

ما إن نَلوذُ بظِلِّ رَوضِك لحظةً

حتَّى نَرى الأحزانَ قد أَفنَاهَا

يا قاتُ! يا بَحرَ المُنى وجمالَهُ

وحديقَةً بالنَّورِ فاحَ شَـذاهَـا

تَسمُو بنا نحوَ الخيالِ ونُشوةٍ

تُسبي العُقولَ وتَسحَرُ الألبَاهَا

وإذا اللَّيالي أَطبَقَتْ بغُيُومِهَا

نَلقى بِرَوضِكَ مَرفَأً ومَنَاهَا

يا قاتُ! يا حَرفَ القَصِيدِ وَرَونَقًا

تَتَرقَّصُ الأوزانُ في مَعناهَا

وَكَأنَّ في عِطْرِ الوُجودِ تَنَفُّسًا

يَحلو ويَسكُنُ في اللُّقَا مَغنَاهَا

تُهدى إليَّ فتَنتشي أرواحُنا

ويَسيرُ في عَينيَّ وَهيجُ ضِيَاهَا

نَطوي بها كَدَرَ الحياةِ وحُـزنهـا

ونُـعيـدُ للدُّنيـا بَـهـاءَ سنـاهـا

والكأسُ تدنو في انسيابٍ خافتٍ

حَمراءُ من راحِ الجَنَى مجراها

غصنٌ بهِ تغدو النفوسُ سعيدةً

وتطيبُ من أدنى إلى أقصاها

تُهدى إليَّ فتَنتشي أرواحُنا

ويَسيرُ في عَينيَّ وَهيجُ ضِيَاهَـا

سَلْ مَن رأى في الكَيفِ سِحرًا مُذهِلًا

يَسري كما يسَري نسيمُ هواها

بِكَ نَحتمي مِن وَيْلِ عيشٍ بائسٍ

وهموم نفسٍ قلّ من واساها

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!