أَمْشِيْ الهُوَيْنَى، وَهَذَا المَشْيُ إِسْرَافُ
وَالمُنْتَهَى غَامِضٌ، وَالبدْءُ شَفَّافُ
أمَّا الطَّرِيْقُ إِلَى مَا قَبْلِ سُنْبُلَةٍ
فَثَمَّ لَيْلٌ وَجَلاَّدٌ وَسَيَّافُ
لا عُشْبَةٌ تُسْرِجُ الوَادِيْ؛ لأَجْلِسَ فِيْ
عَيْنِيْ، وَلا قَمَرٌ لِلخُبْزِ عَرَّافُ
مَا بَعْد صَفْصَافَةٍ: بَابٌ، سَأَفْتَحُهُ
بِالزَّعْفَرَانِ، وَخَلْف البَابِ صَفْصَافُ
يَصدُّ جَوْعَى لَأزْمَانٍ بِلا هَدَفٍ
اللَّه!! لَوْ كَانَ لِلتَّارِيْخِ أَهْدَافُ!!
أَلْقَى الضُّحَى فِيْ عَمِيْقِ الوَقْتِ جُثَّتَهُ
وَحَارِسُ المَاءِ لَمْ يُنْصِفْهُ إِنْصَافُ
وَحَالَ بَيْنَ المَدَى العَارِيْ وموقِفِهِ
قَمِيْصُ رِيْحٍ تَعَرَّى مِنْهُ صَوَّافُ
وَالاشْتِبَاكُ عَنِيْفٌ فِيْ شِتَائكَ.. كَمْ
-أَيْضًا- تُعَنِّفُهُ بِالجَمْرِ أَصْيَافُ!
هَاتِ الشُّمُوْعَ؛ لُأبْدِيْ فِيْكَ أُمْنِيَةً
فِيْ وَجْهِهَا لَمْ تَعُدْ لِلضَّوْءِ أَلْيَافُ
فَالمَشْهَدُ العَامُ يَبْدُوْ تَالِفًا.. شَهِدَتْ
مَلامِحٌ رَسْمُهَا لِلذَّّاتِ إِتْلافُ
لا حَوْلَ لِلفَجْرِ فِيْ تَشْغِيْلِ بَهْجَتِهِ
قَدْ مَسَّهُ -قَبْلَ كَيْفَ الحَالُ- إِيْقَافُ
هَاتِ انْطِفَاءَكَ، خَلِّصْنِيْ؛ فَلِيْ عَمَلٌ
عَلَى البُرُوْقِ.. تَخَلَّتْ عَنْكََ أَطْيَافُ
وَلا انْتَصَرْتَ وَرَاءَ التَّلِّ مَعْرَكَةً
هَذِيْ الضَّحَايَا وَذَاكَ الوَحْشُ أَحْلافُ
حَسْبُ القُوَى أَنَّهَا طَارَتْ؛ فَحَطَّ عَلَى
رَأسِ الغوَايَاتِ وَالغَايَاتِ إِضْعَافُ
لِمَ المَدَائنُ غَابَاتٌ وَأدْخِنَةٌ!
حَلمْتُ أنَّ جَمِيْعَ الأَرْضِ أَرْيَافُ
لِمَ السَّكِيْنَةُ صِفْرٌ يَا ابْنَ صَائحَةٍ
والفوضويَّةُ أَضعَافٌ وَأَضْعَافُ!!
نَادَى المُنَادِيْ: احْمِلِيْهُمْ يَا بَنَفْسَجَةً
إِلَى النَّشِيْدِ.. هُنَاكَ النُّوْنُ وَالكَافُ
وَحَدَّقَ الطِّيْنُ فِيْ وَجْهِ الكَلِيْمِ وَقَدْ
أَطَلَّ مِنْ جَبْهَةِ الآفَاقِ طَوَّافُ
نَادَى المُنَادِيْ، وَذُعْرٌ فِيْ الجِهَاتِ، وَفِيْ
هَذَا الثَّرَى صَعْقَةٌ كُبْرَى وَإِرْجَافُ
وَلَمْ أكُنْ قَلِقًا كَالزِّئبَقِ.. اخْتَلَفَتْ
مَعِيْ البِلادُ، وَمَنْفىً حَوْلَهُ طَافُوا
لا بَلْدَةٌ حَمَلَتْنِيْ كَالصَّغِيْرِ عَلَى
أَكْتَافِهَا.. لَيْسَ لِلبُلْدَانِ أَكْتَافُ
لَهَا مَسَاحَاتُ وَهْمٍ حَاضِنٍ حُلُمًا
مُشوَّهًا مَا لَهُ رَأسٌ وَأَطْرَافُ
وَمَهْرَجَانُ ديَانَاتٍ مُشَرَّدَةٍ
وقِبْلَةٌ وَتَقَالِيْدٌ وَأَعْرَافُ
صَفِّقْ لِمَوْتَاكَ واجْلِسْ فَوْقَ مَقْبَرَةٍ
دِيْنِيَّةٍ.. أَنْتَ وَالأَطْلالُ أَحْقَافُ
لا تَنْتَظِرْنِيْ، فَلا يَعْنِيْكَ مُنْطَلَقِيْ
وَمُطْلَقِيْ.. إِنَّمَا المِيْعَادُ خَطَّافُ
أَمْشِيْ الهُوَيْنَى بَعِيْدًا، والبَعِيْدُ عَلَى
خُطَايَ يَمْشِيْ، وَهَذَا المَشْيُ إِسْرَافُ
لأَنَّ قَلْبِيْ أَنَانِيُّ المَجَازِ، وَمَنْ
قُلْتُ: اطْمَئِنُّوْا لِمَعْنَى رِحْلَتِيْ.. خَافُوْا