فِي هَذا الغِيابِ
لَا شَيءَ أَقُولُهُ ؛
الأَرقُ
رَغمَ شُجُونِهِ
يَبْقَى قَاصِراً
فَمَتى يَرْشُدُ
الّلَيلُ ؟
–
كُلُّ شَيءٍ ثقيلٌ
كُلُّ شَيءٍ بطيءٌ
والسّاعةُ
ًتتثاءَبُ في أُذُني
وتنامُ
فِي حُضنِ الوقتْ
–
اللَّيلُ مُحْتشِدٌ بي
وأنَا مُزدَحِمةٌ
بِالْهَلْوسَةِ ؛
يَتخطّاني السَّريرُ
يَنامُ مِلْءَ تَعبِي ؛
وَأنا أُهَنْدمُ الأرقَ
تَلفُظُني الوِسادةُ
أَحْلامِي أَكْبَرُ
مِن جَوفِها
–
في مُنْتصَفِ اللَّيلِ
لا فِكرةَ تَحْضُنُنِي
أَقْربُ نَافِذةٍ في
رَأسِي
أَغْلقتْ زُجاجَها
–
السُّلُوفانُ إِلْتِباسُ
الصُّورَةِ
فَكَيفَ تَسْكنُنِي
الفِكرةُ
وَلمْ يَملَأْنِي الوُضُوحْ؟
لا أحتاجُ أنْ
أُمَزّقَ القِناعَ يا رُومِيُّ*1
وَجْهي
على سِيرتِهِ الأُولَى
–
يسَهَرُ اللّيلُ في عَيْني
يَحلُو لهُ تَركِيمِي
في عُيون الأَرقِ
وحينَ الصَّباحِ
يُلقِي بي
عَلى ناصِيةِ
العَناءِ
وأنا أَخِيطُ النّهارَ
دَقيقةً بِساعَة
–
لا خَطيئَةَ لِلَّيلِ
لا يَدَ لِلْأَرقِ
لا جَريمةَ لِلْحُلْمِ
وَحدَهُ الفَراغُ
مَنْجمُ الصَّمتِ
وأنَا
الأَنْفاقْ .
1: “مزّق عنك قناعكَ ؛ فوجهكَ غايةٌ في الرّوعة والبهاء ”
مقولة لجلال الدّين الرّوميّ