لِأَنَّكَ “هَانِيٌّ” مِنْ نَسْلِ “هَانِي”
سَيَقْرَؤُكَ الزَّمَانُ عَلَى الزَّمَانِ
وَتَقْرَؤُكَ الدُّرُوبُ لِكُلِّ جِيلٍ
عَظِيمِ الْبَأْسِ، مُمتَدِّ الأَمَانِ
فَيَا “شَنْظُورُ” طِبْ نَفْسًا، فَهَذَا
“أَبُو شَلَّالَ” حِصْنٌ لِلْمَكَانِ
سَخِيُّ الْكَفِّ، إِنْ ضَاقَتْ يَدَاهُ
فَقَدْ يُغْنِي الوَرَى حُسْنَ التَّفَانِي
إِذَا نَادَى الكِرَامُ، سَعَى وَلَبَّى
جَوَادًا لا يُجَارَى فِي العَنَانِ
يَذُودُ عَنِ الحَقِيقَةِ دُونَ خَوْفٍ
بِسَيْفِ العِزِّ لا سَيْفِ الهَوَانِ
وَفِيهِ مِنَ العُرُوبَةِ كُلُّ مَعْنًى
أَبِيٍّ لا يُقِرُّ عَلَى امْتِهَانِ
وَفِي كَفَّيْهِ سَيْفٌ حِمْيَرِيٌّ
يُضِيءُ دُرُوبَهُ نَحْوَ الأَمَانِي
فَيَكْتُبُ ثَوْرَةً، وَيَقُودُ أُخْرَى
لِسَحْقِ “الرَّافِضِيِّ الأَصْفَهَانِي”
وَمَا مَطَرِي الْمُقَفَّى غَيْرُ شَيْءٍ
يَسِيرٍ مِنْهُ؛ فَلْيُعْذَرْ لِسَانِي
****
“أَبَا شَلَّالَ” جِئْتُ بِغيرِ وَعدٍ
أمدُّ إليك تاجا مِن جُمَانِي
لتَقْصُرَ عِنْدَ هِمَّتِكَ الْمَعَالِي
فأُلبِسُهَا عنَاقيدَ المَعَانِي
وَتَبْقَى فَوْقَ هَامِ الْمَجْدِ نَجْمًا
مُشِعًّا فِي مَفَازَةِ كُلِّ فَانِ
وَقُورًا إِنْ تُجَابِهْكَ اللَّيَالِي
وَشَهْمًا إِنْ وَثَبْتَ إِلَى الطِّعَانِ
فَتَرْهَبُكَ الخُصُومُ بِكُلِّ حَرْبٍ
وَتَقْرَؤُ مَسْنَدَيْكَ بِكُلِّ آنِ
وَتَمْنَحُكَ الثَّنَاءَ مَعَ العَطَايَا
وَتَبْحَثُ فِي سَمَائِكَ عَنْ مَجَانِ
وَتَبْقَى قَائِدًا شَهْمًا حَلِيمًا
تُهِيبُ المُعْتَدِينَ بِلا سِنَانِ
تَمُرُّ عَلَى الزَّمَانِ بِغَيْرِ وَهْنٍ
كَأَنَّكَ فِي جَلَالِ المَجْدِ بَانِي
إِذَا مَا الدَّهْرُ سَلَّ سُيُوفَ بَغْيٍ
ظَفِرْتَ بِهِ، وَأَنْتَ بِصَوْلَجَانِ
وَإِنْ نَادَاكَ مَلْهُوفٌ عَلِيلٌ
دَنَوْتَ، وَفَاضَ كَفُّكَ بِالحَنَانِ
****
“أَبَا شَلَّالَ” جَاوَزْتَ الْمَعَالِي
وَجَاوَزَ ظِلُّكَ النَّجْمَ الْيَمَانِي
تُرَاوِدُنِي الْقَصَائِدُ عَنْكَ دوما
فَتَأْبَى أَنْ تُسَاوِيَكَ الْمَعَانِي
لِأَنِّي قَدْ وَعَيْتُكَ دُونَ عَيٍّ
فريدٌ مَا لَهُ فِي النَّاسِ ثَانِي
وَفِي عَيْنَيْكَ إِنْسَانٌ عَظِيمٌ
يُكَابِدُ عِلَّةَ الْوَطَنِ الْمُعَانِي .