شَـوقاً إليكِ ..أتاكِ القلبُ وَلْهانا
ياقصّةً لمْ تَزلْ للمَجْدِ عُنْوانا
وَكمْ كَتمْتُ لَهيبَ الشَوقِ عن مَضَضٍ
حتّى تفجَّرَ في الأحْشاء بُركانا
فَجئتُ والحَرْفُ مُشتاقٌ على شَفتي
لكي يُقيمَ صَلاةَ العِشْقِ هَيمانا
قد كُنتُ في غُرْبتي أحْيا وكُنتِ مَعي
نَبْضاً وَرُوحاً وَأشْواقاً وَأشْجانا
رأيتُ قلْعَتكِ الشمّاءَ فانهَمَلَتْ
منّي الدُموعُ على الخدّينِ غُدْرانا
مازلتِ أنتِ ..وَمازالَ الفُؤادُ على
( بابِ الجنانِ) يرى خُلْداً وَرِضْوانا
مالماءُ بَعْدكِ يَرْوي قلبَ عاشقةٍ
إليكِ إحْساسُها قد باتَ ظمآنا
حتّى احتضنتُكِ ياشهباءُ مِنْ وَلَهي
لكَي أبرِّدَ في الأحْشاءِ نَيرانا
ففي فراقكِ لا نَجمٌ ولاقَمرٌ
يبَيتُ قلبي لهُ في الليلِ سَهْرانا
خُذي اشتياقي عَناقيداً مُلوَّنَةً
تسْتمطِرُ الحُبَّ أنغاماً وألحانا
سأسْكُبُ الحرفَ من عَينيكِ أُغنيةً
جذلى يُرَدّدُها الشُحْرُورُ نشْوانا
مازالَ طَبعُكِ وَالأحْداثُ عاصِفةٌ
في الحَرْبِ أو في النَدى سَيفاً وَفنجانا
فما دَنا الضيفُ إلاّ كان مُبتَهجاً
وَما دَنا البَغْيُ إلاّ عاد خَسرانا
وَما دَنَتْ منكِ ريحُ الحِقدِ طامعَةً
إلّا وَجاشَ المَدى هَولاً وَطُوفانا
مَرعُوبةٌ منكِ عَينُ الشرِّ إنْ نَظَرَتْ
حتّى تخالُ الثَرى خَيلاً وَفُرسانا
وَقد رأتكِ كَمثلِ القُطبِ ثابتةً
فألْبَسَتْكِ مَعالي الأرضِ تيجانا
هَواكِ في القلبِ تاريخٌ وَملْحَمةٌ
ترْوي لنا منْ عَظيمِ المَجْدِ ماكانا
إنّ الدِماءَ التي رَوّتْ ثراكِ هَوىً
صارَتْ بأعْيُننا للفخْرِ ميدانا
شَهباءُ ياعِشقَنا الباقي وَيا ألَقاً
يَعيشُ في دَمنا نَبضاً وَشرْيانا
مازلتِ بَحْراً منَ المَجْدِ العظيمِ بهِ
يمُدُّ نحْوَ جهاتِ الأرضِ خُلجانا