أحماة ماصنع الهوى بغيابي
ودّعت فيك طفولتي وشبابي
هل شاخ بعدي أم تراه كعهده
عاصيك يزهو صبوة وتصابي
تلك النواعير النوائح للمدى
لكأنها تبكي على الغيّاب
تعلو بهامتها وتذرف أدمعا
تروي الربا من دمعها المنساب
وتعود ساجدة على أمواجه
وكأنها العذراء في المحراب
تشكو إلى الليل البهيم مواجعا
من كثر ما حملت من الأوصاب
فدموعها الحمراء أهدت لونها
لشقائق النعمان والعناب
هي غادة عذراء قدس طهرها
وعفافها استعصى على الأغراب
قد أسفرت والنحر منها عاريا
ما حاجة الغيداء للجلباب
وعشيقها العاصي يقبل ساقها
يرويه من ظمئ بعذب رضاب
عبثا يحاول أن يقبل ثغرها
لما بدت تزهو بغير حجاب
وأكفها صفعت عوارض خده
إما رأته يخلّ بالآداب
وترى رذاذ الماء يستر جسمها
كالشمس لو حجبت بِبُرد
سحاب
ياغادة في الحسن عز مثيلها
فاقت مفاتنها على الأتراب
إني لمشتاق لصوت أنينها
كأنين ناي أو حنين رباب
مشتاقة لي بل أنا مشتاقها
شتان بين عذابها وعذابي
يارب إن الشوق برح بالحشى
لحماة عجل عودتي وإيابي