ما تبقى مِنْ جثةٌ دودةِ القَزْ/ شعر الشاعر العراقي حيدر الخفاجي

 

مَرْبوطاً كالثورِ
الى ساقيةِ الايامْ
أصحو مُنذُ الفجرِ
و أبدأُ في الدورانِ سريعاً
لا أعرِفُ اسماءَ الايامْ
أملأُ دلْوَ العُمْرِ المثقوبِ
بماءِ الاحلامْ
تَتَسَرَّبُ مِنْ بينِ يديَّ الدنيا
لمْ أغرُفْ مِنْ ساقيةِ الوقتِ
سوى الاوهامْ

كالثورِ النازلِ للحلَبَةْ
أنزِلُ مُنذُ الفجرِ الى الميدانِ
أجُرُُ العرَبَةْ
و أنادي
مَنْ يبتاعُ الباقي مِنْ ايامِ العُمرِ الخرِبةْ؟
وطني راسُ المالِ
و رأسي محنيٌ للاسفلِ
و المنفى سيفُ الغربة
يغرِزُهُ الفارسُ في الرقَبةْ

مسحوباً كالثورِ الى الجزّارْ
ينتظرُ الناسُ العيدَ
و رأسي مُنتظرٌ سكيناً
يفصلُ احلامَ العُمْرِ
عنِ الجسدِ المُنهارْ
العيدُ هو الموتُ الى ثورٍ مثلي
و الناسُ تراقِبُ لحمي
في قِدْرٍ يَنضُجُ فوقَ النارْ

كالثورِ العاجِزِ
تسكنُهُ الروحُ القلِقةْ
يتداعى جسَدُ الشاعِر
في الغُربةِ
لا يتبقى منهُ سوى افكارٍ
و رمادٍ لقصائدَ
من ديوانٍ في تنورٍ محترِقةْ

لا ادري
كيفَ قَضَيتُ العُمرَ وحيداً
كالثورِ الاعمى المربوطْ
لا ادري
كيفَ رسمْتُ على جدرانِ كهوفِ المنفى
شمساً
وحروفاً
وخطوطْ
لم أدرِ بأنيَ دودةُ قزٍّ
تنتجُ للناسِ حريراً
لكنْ لمْ تتَذكرْ يوماً
أنْ تلبَسَ ثوباً
أو تَصنَعَ كفَناً
مٍنْ بَعضِ خيوطْ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!