مَا كانَ الحَرْفُ دَوْمًا بَلْسَمًا وَلا
الفِعْلُ في غَيرِ وَقتِهِ وَجَبْ
الكَلِمَةُ في غَيرِ مَوْضِعهَا إثْمٌ
وَالْفِعْلُ في غَيرِ مَوْضِعِهِ عَجَبْ
إنْ لمْ تُسَمَّ الأَشْياء بِأَسْمَائِهَا
فَلَا فَرْقَ بَيْنَ حَدِيدٍ وَذَهَبْ
وَلَا فَرْقَ بَيْنَ أَرْضٍ نَزَلْتَ بِهَا
مُرْغَمًا،وَأَرْضٌ أَنْتَ فيها عَطَبْ
عُقُولُ الرِجالِ بِأقْلَامِهَا وَ
زِينُ العُقُولِ دَوْمًا ذَهَبْ
نِعْمَ الرِجَالُ وَنِعْمَ الكَمَالُ
وَنِعْمَ العُقُولُ عَقْلٌ وَهَبْ
وَبِئْسَ الرِجَالُ وَبِئْسَ الكَمَالُ
وَبِئْسَ العُقُولُ عَقْلٌ حَجَبْ
مَنْ رَكِبَ ثَوْرًا بَعْدَ الأَصِيلِ
أَنْكَرَ الظِلْفَ كَمَنْ أَنْكَرَ رَجَبْ
كُنْتُ دَوْمًا بَدْرًا لُجَيْنًا وَصِرْتُ
الآنَ كَشُعَاعِ شَمْسٍ ذَهَبْ
لِيَ النَسَبُ وَلِيَ الحَسَبُ
وَلِيَ الفَخْرُ وَنِعْمَ النَسَبْ
مَا أَمِنْتُ يَوْمًا قَوْلَ الوُشاةِ
وَمَا عاقَنِي مِنْهُمْ إِلا مَنْ كَذَبْ
جُزِيتُ خَيْرًا بِمَا نُلْتُ مِنْهُمْ و
ما ضَعُفْتُ يَوْمًا لِأَدْنَى سَبَبْ
طُعِنْتُ بِحَدِّ ذو لِسَانٍ
أَمْضَ مِنْ حَدِّ حُسَامٍ ضَرَبْ
دفَعَ الله عَنِّي حَدَّ الحُسَامِ
فَنَالَ الحَاقِدُ مِنْ هذا وَصَبْ
نَأَيْتُ عَنْهُمْ وَمَا نَأَيْتُ جزعا
ولا يَوْمًا بِئْرِي نَضَبْ
سَاءني مِنْهُمْ خُبْثُهُمْ وما
رَدَدْتُ يَوْمًا لِأَحَدٍ طَلَبْ
وَمَا لُمْتُهُمْ وَمَا لُمْتُ نَفْسِي
وَلكِنْ جُزِيتُ بِبُغْضٍ وَذَأَبْ
جِبِلَّةٌ فِيهِمْ مَوْرُوثَةٌ
تَفْصِيلُ جُزْئِياتِهَا هَرَبْ
نَقْصٌ بَذَرَ في القُلوبِ عَدَاوَةً
لِذَوِي الكَمَالِ وَأَوْرَثَ غَضَبْ
يُعِيبُ كُلَّ فَضِيلَةٍ لا يَرْضَهُ
كفؤاً فالْكُفْرُ بِحُسْنِهَا لَجَبْ
ما رَأَيْتُ أَحْمَقًا أَتْفَهُ مِنْ جَهُولٍ
يَخَالُ نَفْسَهُ حَكِيمًا وَكُلُّهُ قَشَبْ
مَعَ الله كُنْتُ في جَانِبٍ
قَلِيلَ رقادٍ كَثِيرَ تَعَبْ
