ما لي أراكَ بأحداقِ الملايينِ
نجمًا تجلَّى كنورِ العينِ للعينِ؟
هل من سرورٍ؟ أمِ الآلامُ قد برحَتْ
حتى أنَرْتَ شموعَ العينِ تَهديني؟
إذْ أنتَ روحٌ لمنْ لاذوا ومنْ صبروا
بينَ الجحيمِ الذي ما زالَ يَكويني
أمْ أنَّ عيني ترى الأيامَ شاحبةً
حزنًا لتُرضيكَ من أجلِ السلاطينِ؟
يا موطني! يا نشيدًا صرتُ أعزفُهُ
لحنًا جميلًا، حزينَ النظمِ، يُبكيني
ما زلتُ أسألُ: لماذا يكرهونكَ، مَن
مالوا ومَن لا يزالوا في البراثينِ ؟
قُلْ يا حبيبي، تراني صرتُ صاغيةً
للقولِ منكَ، وما للقولِ مِنْ لونِ
لكنَّهمْ لوَّنوا كلَّ الكلامِ على
ما يشتهون، فأمسى البَينُ مضمونِ
الخائنونَ، وما جَفَّتْ منابعُهمْ
الماكرونَ، وهمْ كلُّ الشياطينِ
يا مسكنَ الروحِ، روحي عنكَ سائِلَةٌ
هلْ يومَ ألقاكَ حُرًّا في الميادينِ؟
تَشدو بلا قيدٍ، تدعو للسَّلامِ، وفي
أحداقِكَ النورُ يَرْنُو للملايينِ
حتى نرى الخيرَ ملءَ الأرضِ مبتسمًا
والسُعدَ يملأُ سَمانا وهوَ يَشْدوني