صوتُكَ يطرقُ أبوابَ روحي بقدَسِ،
ويشعلُ جمرةً في دمي لا تنامُ بلمسِ،
يُذيبُ المدى في عروقي
ويزرعُ صمتًا على حافةِ النَفَسِ.
الشوقُ بحرٌ مقيمٌ
يجرُّ خطايَ إلى هاويةٍ من قبَسِ،
يُفكّكُ أضلاعَ قلبي
ويتركُ صخري رهينَ الغلسِ.
أخفيتُ وجهَكَ كي لا أرى
انكسارَ المرايا بظلِّ الجرسِ،
لكنَّ طيفَكَ في القلبِ
يبني معابدَ من همسِ.
قدّمتُ قلبًا مقيمًا لديكَ
ووشّحتُ عهدَكَ بالأنفَسِ،
نسجتُ وفائي حريرًا
وعلّقتُه في فضاءِ الأنسِ.
عزفتُ لأجلكَ نايًا حزينًا
فطارَ الفراقُ بنغمٍ عبَسِ،
وأوقدتُ نارَ الوداعِ
فأزهرتِ الأرضُ من شمسِ.
لا تغلقِ البابَ مرّةً أخرى،
فهذا النداءُ الأخيرُ لدارِ الحَسِ،
دعِ العنادَ يسافرُ عنكَ،
دعِ القلبَ يخرجُ من حَبسِ.
لبستُكَ سرًّا كأني كسوتُ السماواتِ بالقدَسِ،
وعلّقتُ حلمي على مشنقٍ
ليولدَ فجرٌ من الدنسِ،
أنا الأرضُ تنتظرُ الغيثَ،
والغيمُ يختبئُ في رمادِ الكرَسِ،
فكُن مطرًا عابرًا للعدمْ
لعلّي أعودُ إلى أوّلِ الحَدَسِ