ماذا أقولُ وقلبي رهينُكَ،
قد صرتُ في قبضتَيْكَ نسيمْ،
أهيمُ كغيمٍ تلاشى،
وأولدُ في لحظةٍ من جحيمْ.
أأملكُ سرًّا؟
وهل ينطقُ الكونُ بعد انهيارِ الصدى؟
وهل يستعيدُ اللسانُ يقينًا
إذا ما تجرّدَ قلبٌ عليمْ؟
أنا أحيا بأنفاسِكَ،
كأني نُجومٌ على وترٍ أبديّ،
تُعيدُ ارتجافَ المدَى،
وتَصوغُ الوجودَ كنصٍّ حكيمْ.
وروحي إذا لامَسَتْكَ،
تصيرُ صلاةً،
كأني كتابٌ سماويّ،
يُرتَّلُ في صَمتِ ليلٍ قَديمْ.
بيني وبينَكَ وريدٌ يضيءُ،
كأنّي جَنينُ السرابْ،
تَمدَّدَ في حبلِهِ
فاستدارَ على وَهْمِ كونٍ سَقيمْ.
نداءٌ يُلاحقُني،
صوتُكَ يَزرعُ في داخلي
يقظةً تتخطّى الفناءْ،
وتفتحُ أبوابَ سرٍّ عظيمْ.
أنا لا أُسَمّيكَ حبًّا،
فما الحبُّ إلا جدارٌ قصيرٌ،
وأنتَ فضاءٌ يَفيضُ،
وأنتَ نداءٌ يُعانقُ حُلمًا جسيمْ.
أعشقُ فيكَ ارتجافَ المدى،
وأعشقُ فيكَ غموضَ الدهورْ،
وأعشقُ فيكَ احتراقَ العصورْ،
فصرتَ اكتمالَ صموتي،
وصرتَ انبثاقَ يقيني،
وصرتَ ارتجافَ وجودي،
وصرتَ امتدادَ النعيمْ.
كأنّي إذا ما تَنَفَّستُ مِنكَ،
تَحوَّلَ موتي إلى ولَدٍ لا يزولْ،
وكأنّي إذا ما لمستُ يديكَ،
تفَتَّحَ في الروحِ زهرٌ قَتيمْ،
فصارَ العدمْ حياةً جديدةً،
وصارَ السكونُ تراتيلَ نَفْسٍ،
يُدوَّنُ في سفرِ خَلقٍ قَتيمْ.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية