مُذ أوحت العينانِ ..
صِرتُ نبيّا
ومُبشِّراً
ومُحذِّراً
وشقيّا !
.
.
مُذ مائساتُ الهدبِ تُنبِتني مُنىً
شَقّقتُ سُنبلتي
لأُعصَرَ نَيّا
.
.
مِن ذينكَ الفِضّي تَحتَ جُفونها
باللازوردِ أصيحُ : كُن فِضّيا
.
.
يا أيّها الدُريّ ..
حَسبُكَ ما دهى ..
ليلي بصُبحِكَ إذ لمحتكَ ضيّا
.
.
يا خالصَ الإبهارِ ..
عِقدُكَ تائهٌ
في جيدكَ الماسيّ كان نَسيّا
.
.
كوني القريبةَ مِن مساماتي أنا
شفةٌ تمنّت ساخناً وشهياً
.
.
كوني على مرمى فؤادي ..
أو تُرى
كان اليقينُ المحضُ أنّكِ بيّا
.
.
كُوني ولو لم نجتمع ..
كَوني
أكن عُمراً من البسماتِ لم يكُ شيّا
.
.
يا رِقّةً أحيت يَباسي ربّما..
في بِذرةِ العَينين أُبعثُ حيّا
.
.
مُذ أوحت اللحظاتُ ..
أتبعُ لهفتي
وأعود مِن كهلِ الشُجونِ صبيّا
.
.
.
