مرَّ كالريحِ عارضتها السهـولُ
كضياء النجـوم حـيـن يسيـلُ
مرَّ كالغيث كالشذى كالأماني
كالأزاهير عـمــرها لايـطـــولُ
كانفراط الندى على كل غصنٍ
كـنـسـيــمٍ تنـفـستـهُ الـطلــولُ
جاء من لاهناك ..روح نبيٍ
نحو شعبٍ تخطفتهُ الوعولُ
جاء من موطن الحضارة سداً
فأتتهُ مــن الـبــلاد الســيـــولُ
جاء .. من موطن الضحى بعد ليلٍ
كـاد مـن فـرطِ شـؤمـهِ لايـزولُ
جاء يمحو الظلام من كل فـجٍ
نالـهُ الظلـمُ واعـتـراهُ الذهــولُ
كيف قدْ جاءَ والدروبُ جحيمٌ؟!
هو ؛ في شعـبـهِ المـقـدس ؛ نيـلُ
فارساً جاءَ .. وحدهُ.. ثم جاءتْ
بعد أن جاء فـي يـدّيـهِ الطبولُ
والجيوش المدرعات اللواتي
تتبــارى بِزحـفـهـنَّ الخـيــولُ
لايهاب الذئاب في كل دربٍ
فهو في الدربِ قائدٌ و دليلُ
واضعاً رمحـهُ علـى كـل تـلٍّ
مقْسِماً لا يزول حتى يزولوا
حاملاً شعلة الهـدى فـي رقيمٍ
تستضيءُ الرؤى بها -والعقولُ
شاهراً نصـلـهُ على كـل سفــحٍ
فاستفاقتْ على يديه النصولُ
وأضاء الصباح بين يديه
وتغنَّتْ سنـابـلٌ وحقـولُ
وامتطى عزمه فعاش عـزيزاً
وكــذا الحـرُّ قـلـبــهُ لايـمـيـلُ
أي شمسٍ ضياؤها كان غيثًا
يملأ الأرض فاعتراها الأفولُ
وارْتقتْ روحهُ فـألف سـلامٍ
فوق مثواك أيَُّ هذا الرسولُ
وسلامٌ على خطـاك اللواتـي
أمرع السدرُ فوقها والنخيلُ
نمْ قريراً فداك نفسَ مُحبٍ
ليلُ أحــزانـهِ عليكَ يـطـولُ
.
.
الرحمة والخلود لحارس العرش