مصر العروبة تلتوي تشكو الشرود
وتضيع في عتمٍ نهارات الأسودْ
طير السعادة أين ولّى راحلا
وإلى متى يقتاتُ في بعد الحدود
شوقي ينادي أين شعبي والحِمى
أين الجبال تقود نصرا في صعودْ؟!
وزهور روضك ما بها مستاءة
أفأين عطرٌ يشتهى فيها يجودْ؟!
والنيلٌ مخنوقٌ وشاني سرهُ
قد ضقت ذرعا أشتهي فك القيودْ
رمز الحضارة والعراقة فاكتفي
من ليل همٍّ وافتحي كل السدودْ
أهرامك العُليا تداعب وجنتيْ
وتلفّها بوعود نصر والصمودْ
أمسى النخيل مطأطئا بمحطّة
لا ليس يدري مستقيما إذ يعودْ
أمّ الدنا كنف الروابي والسنا
حضن العروبة حجر طفلي والجدودْ
هل أقسم اليأس الذي قد زاركِ
لن تترك الأحزان دارك للّحودْ
يا جدّتي مذ فارقت أنفاسكِ
لم تترك الشكوى ولا غارت شُدودْ
هل شاب مجدك قبل أعوام مضى
هل ضاع عنوان الأصالة في الطرودْ
أين الضمائر فارقت أوطاننا
هيا استفيقي بعد نوم والهجودْ
شدي عزائمك الشداد وعاودي
درب الشموخ وبجّلي فكرا يقودْ
هيا امطري خيرا بشيرا واهبا
من بعد قصف بعدٍ برقٍ والرعودْ
لا لا تهابي مصر إذ رغم الردى
تبقين أمّا للدُنا زهر الخدود
شجعان قوم بجّلوا بعهودكِ
فوق الصحاري عهد عمر والخلود
يا غارسا خير الثمار بأرضها
إصبر بقاء الليل كفر لن يسود
قل للظلوم على البريء إن اعتدى
يلقاه ربي قاصفا عنه الوجود