معاذُ اللهِ أن أرضى
بِغَيْرِ القدسِ لي أَرْضا
ولو بالمالِ أغراني
وبالكرسيِّ أغواني
فلن أرحل ولن أقبل
بغير المهد والأقصى
ستبقى القدسُ عاصمتي
وفي حيفا وفي يافا
لنا بيتٌ ومِفتاحٌ
وتاريخي وعنواني
فإن العُهْرَ في ذَنَبٍ
من القاصي إلى الداني
وجوراً يبتغي حُكْمي
وأرفُضُ قيدَ سجاني
ولن أرضى بطاغِيةٍ
بِظُلْمٍ صارَ سُلْطاني
فمن لم يَحْمِ أُمَّتَهُ
من القاتِلْ ….. من الجاني
فلا تعنيني ثُلَّتَهُ
ولن يَدْخُلْ بِوجداني
فكيفَ من غدا خَصْمي؟
وعاداني ؟
ولم يعبأ بمن عاثوا فساداً في مرابعنا
وإذلالاً بأوطاني
يلاحِقُني كما ظِلِّي
أقولُ الْيَوْمَ قد يهدأ
وينساني
لَدَيْهِ كل أوصافي وميلادي
وعنواني
ويخبرُ دائماً عني
بأن الدَمَّ (o ) موجب
أنامُ ساعةَ المغْرِبْ
وأصحو صيحةَ الديكِ
وكيفَ أقومُ أو أقْعُدْ
وهل أركع ؟ وهل أسجد ؟
وكيف أدْخُلِ الحِمْامَ ؟
ولون الكَأسِ إذْ أشْرَبْ
يُدَوِّنُ دائماً عني أنا المُجْرِمْ… أنا المُذْنِبْ
فلا تَعْجَبْ
إذا ما ثارَ بُرْكاني
على خصمي وسجاني وسلطاني
فإن القلبَ في الأردن
وفي سوريا شرياني
وأن الروحَ في الشامِ
وفي تونس … وفي اليمنِ وفي المغرب
جزائرنا … وليبيا دَمُنا القاني
ومصرٌ فيها إخواني
وقبلتنا ….
فهل تسعى لحرماني؟
ومن زمزمْ فلا أشْرَبْ
وتنسى أنناعَرَبٌ
لنا دينٌ ….. لنا وطنٌ
فلسطيني ولبناني
بهم أفْخَرْ
هُمُ الأقرَبْ
هُمُ الأنْسَبْ
وجدي كان أوصاني
بُنَيَّ الضادُ تَجْمَعُنا فلن يحميكَ أمريكي
ولن يأويكَ طِلياني
فلا تيأسْ
فإن الدهرَ دولابٌ
لهم يومٌ ….. لنا يومٌ
فإن الله قد سَطَّر
بتوراتي وإنجيلي وقرآني
فلا تغضب
لقتلِ النَّاسِ والتدميرِ والتشريدِ والتهديدِ والتهويدِ
من الأعداءِ والأقرَبْ
وإن كانَ بهم سُمٌ
كما الأفعىٰ أو العَقْرَبْ
ونفس الفلمِ والمَقلبْ
غدا في الماضي ذِكْراهُ
ونفس الطَّعمِ ذقناهْ
بنفس الكَأسِ قد نشرب
فإن الظُلْمَ لن يبقى
فلا تَعْجَلْ ولا تَعْجَبْ
ستبقى القدسُ عاصمتي
وتبقى قبلتي الأولى
ويبقى العُرْبُ إخواني
ولن أغضب