مع الأردن لــــو لَمْ يَبْقَ ماءُ
ولـو جَفّتْ بأوردَتي الدِّماءُ
مع الأردن لـــو لَمْ يَبْقَ طيرٌ
يُغرِّدُ فيهِ أو شَحَّتْ سَمــاءُ
مع الأردن أوقِدُ شَمعَ قلبــي
إذا في ليلهِ نَضَبَ الضِّياءُ
مع الأردن حتى حين نَقسو
فقد يأتي مِن الكـيِّ الشِّفاءُ
وأمّـــــا أن يُعَقَّ فذاكَ جُرحٌ
سَيَنزِفُنــــا وليسَ لهُ دواءُ
مع الأردن قِبلتُنـــا فمــــاذا
يُفيدُ الكـــــافرينَ بِهِ دُعــاءُ
مع الأردن نُرجِعُ منهُ دارًا
على جُدرانِها نُقِشَ الصّفاءُ
ونُرجِـــــعُ ليلَهُ العِنَبيَّ لَيلاً
يُسافِرُ في أغانيــــهِ المَساءُ
مع القمح الذي مـا خانَ يومًا
بيـــادِرَهُ وإن قُطِعَ الرِّشاءُ
مع الشّاكينَ من بَردِ الأماني
إذا سُرِقَتْ وبَخَّرَها الشِّتاءُ
مع السّارينَ خلفَ رغيفِ صَبرٍ
ومــا نالوهُ لكن ما أساءوا
مع الفقراءِ حينَ يجوعُ وجــهٌ
يكلّلُ مـــــاءَ جبهَتِهِ الإباءُ
ومــــــــــا للأجنبيِّ أراقَ كفًا
ولا لِلغيرِ كــانَ لَهُ التجاءُ
مع الأردن كــــي يبقى ونبقى
وهذا العتـــمُ يعقُبُــــهُ ضيــــاءُ
فبينَ تُرابِــــــهِ المجبولِ مَجدًا
وبينَ منـــــابِعِ العِزِّ التقـــــــاءُ
وليسَ كمِثلِهِ فـــي الوردِ وَردٌ
ولا كظبائــــهِ الأحلى ظِبــــاءُ
ولا كصَباحِهِ الأنقى صبــاحٌ
ومثلُ بَنيـــهِ لم تلِدِ النِّســـــــاءُ
فيــــا ملحَ الكلامِ أجِزْ مَراري
لأُخرِجَ مـــا يضيقُ بهِ الوعاءُ
تسيرُ بيَ القصيدَةُ فوق جَمري
ويَحمِلُني على القولِ العَنــــاءُ
هو الوطنُ الذي قد صاحَ دَهرًا
بــــأنَّ السّيلَ أتعَبَهُ الغُثــــــاءُ
ونادى: أدركوا الأشجارَ ماذا
سيَحمي السّاقَ إن سَقَطَ اللِّحاءُ
ومَن للأرضِ يُلبِسُهــا نشيدًا
إذا كــــانَ العقوقُ هو الرِّداءُ
ومَن سيُقيمُ مملكــةَ النَّشامى
إذا مـــع هَبَّةٍ ذَهَبَ الــــولاءُ
فمـــا قامَتْ بلا سَقْفٍ بُيوتٌ
ولن يَعلو بِــــلا عَمَدٍ بِنــــاءُ