أقاويلٌ وأحاديثٌ و علوُ قدرٍ
وسموٌ ورفعةٌ بالكلامِ محيطُ
تنَاهلت منكِ أرضُ شِعرٍ
فَأحيتْ طريقَ الحريرِ منكِ
فَإن تَوارتْ فَأسيرةٌ أنتِ
وَ إن أَقبلتْ أقبلتْ رُوحي
مُسافِرٌ بِبُحورِ عَينيكِ أنتِ
مُتَأَمِلٌ بِلِقَاءً لنا قَرِيبُ
ماعَرَفْتُ مِن شَوقي إلا اشتٍيَاقاً
وَما أَكْبَرَتْ نَفسي عَنكِ ابْتعادا
يَاغَائِباً عَنْي بِبِعدِ نَظَرٍ
أَما عَلِمتِ بِعِيُونِ قَلبِي أَنتِ
………
إِني لأَعلَمُ أَنَكِ كَا الوَردِ
في كُلِ بُستَانً تُزهِرِين
وَإني أَعلمُ أَيضاً أَنَكِ
بِبُستَانِ قَلبي تَخرُجين
إلا أَنكِ بَهذا المكانِ لاتذبُلين
…….
أَطَلَ نُورٌ بَعدَ غِيابِ قَطِعَةٍ
هُدىً للنَاسِ وَ أَشجَانٌ وَألحَانِ
يَزرَعُ فَرَحَاً بِبَيتٍ أَنْتم مَسكَنُهُ
وَسُكَانُكم بِالقَلبِ لا بِالنُزُلِ
أَقبِلي فَما صَبرُ الفِرَاقِ بِهَينٍ
وَما زَادَ مِني الفِراقُ إلا اقتِرَابُ
وَإن كَثُرَ اللقاءُ وَتَعَدَّدت أَسبَابَهُ
هَدَأت رُوحي وَمَكَاني قد أزهر
………
سألتُ بالأمسِ من كان صغيرُ
وكيفَ الآنَ وقد صارَ كبيرُ
واستوقفني من أمره أشياءُ
فعلمتُ أنهُ مازالَ صغيرُ
فالرجلُ إذا مازُينَ بعقلهِ
ظَلَّ بينَ الصّغارِ يدورُ
وأقبلت منهم أنفسٌ شحيحةٌ
وسوادٌ قد علا بالقلبِ أقفالُ
فالبعدُ أولى وأقلُ وَ طيأةً
وأجزا لنفسي من تعبِ السقيمُ
………..
نَظَرتُ إِلَيكِ مِن وَراءِ حواجزٍ
وَنَفسي طَوَاقّةٌ لِيقياكِ
غَيرَ أَني عَلِمتُ بَأَني حَائِرٌ
وَ غَالَبَني الشوقُ الحبيسُ
وَقَلبي الذي هَامَ بفي حُبِكِ
أَصبَحَ بَعدّ الرُكامِ حَطِيمُ
أَبحَثُ عَن بَيتٍ يُأوِيني
فَابيتي مِن غَيرِكِ في خَراب
