أحياءُ في جنّاتِ ربٍّي يرفِلُوا
الصابرونَ على البلاء إذْ ينزلُ
المانحونَ الحقَّ صوتًا صادقًا
للهِ من بينَ الأنامِ يُهْرولُوا
في كلِّ أنْحاءِ البلادِ تسابقوا
متكاتفين بدونَ خوفٍ يَحْمِلُوا
تركوا الأحبَّةَ والدِيارَ وأصبحوا
في كلِّ دربٍ يَهرَعُونَ ويَنْزِلُوا
ويُوَثِّقُون جرائمٌ إذ إنَّهُمْ
أهلُ الجهادِ وبالنضالِ تَجَمَّلُوا
ساروا على دربِ الوفاءِ وأخلصُوا
للهِ ما قالوا وما هُمْ يَفْعَلُوا
فَسَمُوا بالاستشهادِ نصرًا خالدًا
لا يَنْحَنُوا للذلِّ أو أَنْ يَبْخَلُوا
أُنسٌ وصالحُ، جلَّ ربي حينما
جعلَ الشهادةَ خيرَ نَيْلٍ يَنْهَلُوا
كانوا الأحبَّةَ في الحياةِ وها هُمُ
عن عالمِ الفوضى البغيضِ تَرَجَّلُوا
وإلى إلهِ الكونِ صاروا عُنْوَةً
بمحبَّةٍ لم يرفُضُوا أَنْ يَرْحَلُوا
بكتِ القلوبُ عليهم إذْ كلّما
هَدَأَتْ رَقِىَ فَذٌ فَعَادَتْ تَهْمِلُ
دَمْعًا وقهرًا لا يُطَاقُ، ومالَنَا
غير الإله لفك صمتٍ يُخجلُ
أعوامُ عانينا الهوان وكلنا
في سجن من حَقِدوا ومن هم يعذلوا
أهوالُ يا اللهَ يا مَن لا يُرى
أنتَ المجير لمستجيرٍ يُخذَلُ
وإلى جِنانِ الخُلدِ أنتم أيُّهَا الـ
أبطالُ تَلْقَوْنَ الإلهَ وتَعْتَلُوا
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية