منْ أنتَ/ بقلم:عبدالرحمن حسن (اليمن)

منْ أنتَ قبلَ اقتراحِ الماءِ للبللِ؟
ومنْ أنا بعدَ حتْفِ النَّايِ والطَّللِ؟

يا ليتَ شعريَ: هلْ للشَّكِّ أنجبني
أبي الذي أنْجبتْهُ الرِّيحُ للعِلَلِ؟

ليلانِ في جعبتي والصبحُ دونهما
ما بينَ جفْنِ الرُّؤى والحُلْمِ محضُ خليْ

روحانِ في داخلي روحٌ لساكِنها
قسْراً وروحٌ لحرفٍ يقتفي أجلي

للأربعينَ ضحاياها وليْ حُلُمٌ
لا يستريحُ بظهرِ الغيبِ يااا وجلي !

ويا ابتهالاتُها في القلبِِ مُذْ عبرتْ
وحْيَ الشَّبابيكِ معراجاً على مَهَلِ

يا ليتَ شعريَ هلْ للأربعينَ يدٌ
خلفَ التجاعيدِ غيرَ الحبِّ والغزلِ

أم أنَّها الموتَةُ الأولى وما برحَتْ
يوماً بتوقيتِ أهلِ الكهفِ للأزلِ؟

كلُّ المواويلِ لا تكفي مُباغَتَةً
يومَ المرايا لِبِيضٍ أرْبكتْ عَجَلي

وأوقفتْني أمامَ التِّيهِ بِضْعُ سدىً
وأحرفُ الدهرِ تمحو أحرفَ الأملِ

وصفحةً صفحةً قلَّبْتُ أوجعَهُ
حتَّى تجلّى أمامَ اللهِ كالجبلِ

وقطرةً قطرةً حتَّى أفاقَ دمٌ
منْ أوَّلِ السَّطرِ أو أدنى مِنَ المُقلِ

كأنَّهُ لمْ يعدْ في بالِ ضحكتِهِ
لونٌ يعرِّي نوايا الطيشِ للقُبلِ

ولمْ يعدْ طعمُهُ في الحزنِ يوجعُهُ
بقدرِ أوجاعِهِ في صمتِهِ الجدلي

فالبوحُ في حضرةِ الأشياءِ ليسَ سوى
صندوقِها الأسودِ النَّاجي منَ الخللِ

سِنَّارتي كلُّها خوفٌ إذا غمزتْ
فلنْ تصيدَ سوى الأشْباحِ في الجُملِ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!