في مواسم الارتجاف
حيث تقطف أنامل اللحظات المستدقة ثمار الصقيع
وتبيعها في سوق أيامها
للعابرين من سوقها
في موسم القشعريرة
قلبي الذي كان سلفًا قطعة من جليد
هاهو يرتدي ثلوجًا جديدة
فوق ما يرتديه من أشتية
والتي ارتوت منه صمتًا
مغللًا بالعواصف القارصة
وسقته من ثديها كل حزن
وارمدادًا في التفاصيل
وأشابت منه فوديه
واستطالت إلى وجدانه بالمشيب المحلى بالتجاعيد!
رسمية الحال عند قلبي
لا تثنيه من أن يتشح بازرقاق التقاسيم
حتى يزيد التفاصيل المشهدية
صدقًا ملحميًا باعثًا
للبرودة..
قلبي الذي سحبت منه
أيدي من أحب
كل أوراقه الدافئة
من الحب
والعواطف المفعمة بالربيعية
الزاهية
متنكرين له كل ما كان منه
من حب
جعلت منه تلك المواقف الناكثة
لقمة سائغة للمآسي القاسية
الأتية بالثلوج
لعبرت من شقوق الحسرات
في حائطه
داخلة إلى عقر داره
بشتاء لا ينتهي..
…
كل شتاء يهون
ويفنى تاركًا اتساعاته للحرارة
وساعاته المكفهرة مسكنًا للضياء
إلا شتاء
صنع في أعماقنا
من انقلاب الأحبة على ودنا
فهو يدوم ويُفني كل دفء في حبنا
وفي دربنا يزرع بلا انقطاع
زمهرير الفجيعة
حتى النهاية