أربعة مقاطع شعرية
“من يفك أسرها! بيروت”
أخرجوها من بين الركام
مُصفدة بأغلال آريس ..
فمن يفكّ أسرها! بيروت..
حتى البنادق والأقلام والألوان
تواجه بعضها خلف متاريس الرّياء..
وأحلام العذارى بالخصاب
بددتها طائفية البغضاء
فمن يسعف الوجد في قلوب بلابلها..
بيروت..
النورس اللبناني
ما عاد يحُسن التحليق..
نتّفوا ريشَه
واستبدلوه بطائرات الموت..
يتهمون الريحَ
كيف انحجبتْ عنه
فصار يكتب
على رمال الشاطئ
المراثي..
وفي قصور السلطان
يرتدي الجاني عمّة القاضي
ويبحث في ظلمة الليل عن ضحية ..
بيروت..
فما سر أن الشمس
ترصد حتى دبيب النمل
دون عناء
إلا في بيروت يغشاها العمى!
وها هم فرسان المدينة نَدامى
تجمعهم طاولةالقمار سكارى
يرتهنون قوت الشعب
في حصالة الفساد..
بيروت مصفدة بأغلال آريس ..
فمن يفك أسرها!
**
* آريس آلهة الحرب عند الإغريق
شعر بكر السباتين
“من يفك أسرها.. بيروت”
***
أمي..
توقظني قبلاتها..
كأنني في المهد
ما لبث طفلاً مقمطاً غريرا..
وإذا ما اشتاقت إلى جنة الروح
تضيء النهار فينا وتمضي..
رحم الله والدتي التي رحلت روحها إلى باريها في السابع من أكتوبر عام ١٩٩٨..
***
“لوحة صباحية”
عيناها تعتصران كروم الوجد نبيذا..
أنفها الأقنى كدمعة المشتاق
تلوذ إلى ابتسامة المنوليزا..
ووجهها كأنه البدر يطل على السمار
وفي بوحه مسحة من حزن دفين
تصاحب أنينه موسيقا الرحيل
إلى أين يا ترى!
وشَعَرٌها المجنون كأنه سَعَفُ النخيل
تهزها رياح الشوق
فتمطر عناقيد البلح في قلب المغني الرطبَ
***
الصدفة
مكيدة
غير مقصودة..