لو يعلمُ الموتُ
بأيِّ وجهٍ قبيحٍ يأتينا !!
بأيِّ همجيَّةٍ يباغتُنا بالقتلِ !!
فظيعٌ في تعطُّشِهِ للدَّمِ
وحشٌ خرافيٌّ
ذو شدقٍ هائلِ الاتِّساعِ !!
أنيابُهُ تنهشُ باطنَ الأمانِ
مُخِيفٌ مرعبٌ مجلجِلٌ
ينقضُّ علينا أسراباً وجماعات
ما عادَ يكتفي بالتهامِنا
فُرادى كحبَّاتِ الزَّيتونِ
جوانحُهُ أكبرُ من المدينةِ
بيديهِ يدمِّرُ قلاعاً وأبنيةً عريقةً
يُهاجمُنا بلا رحمةٍ
وبضراوةٍ يفتكُ بالجميعِ
في عينيهِ براكينُ و نارٌ
قلبُهُ تمساحٌ أسودُ
لا يشفقُ على خوفِنا
أو دمعنِا
لا يسمعُ صراخَنا
أو رجاءَنا
يلاحقُنا في غرفِ النَّومِ
وفي أحضانِ الأمُهاتِ
لهُ أيادِ الأخطبوطِ
يطالُنا أنّى اختبأنا
لا يتعبُ لا يملُّ ولا ينامُ
ولا يعرفُ التَّفرقةَ
بين البريءِ وبينَ المُدانِ
ولا بينَ المؤيِّدِ وبينَ المعارضِ
يهاجمُ أشجارَنا
وعصافيرَ السَّماءِ
لا يشبعُ من ازدرادِ الجُثَثِ
يذبحُ الضَّوءَ أينما يشمُّ رائحتهُ
ويخنقُ عنقَ السَّماءِ بأصابعِهِ الغليظةِ
لا يرحمُ رفيفَ الفراشاتِ
يزأرُ في وجهِ النَّدى
ويمزِّقُ النَّسمةَ المرتعدةَ
هو مجرَّدٌ مِنَ المشاعرِ
لا يؤثِّرُ به الشِّعْرُ
ولا تهدّئُ من ثورتِهِ أغنيةٌ
ولا يحترمُ حضارتَنا الموغلةَ بالتقدُّمِ
أينما يتَّجهُ
لا يرجعُ خاليَ الوفاضِ
يحمحمُ طوالَ الوقتِ
في الأزقَّةِ
وعندَ النَّوافذِ
والأبوابِ المحطَّمةِ
ويأتينا من فوقِ الأسطحةِ
شرسٌ كماردٍ معتوهٍ
أحمقُ مثلَ جُنِّيٍّ كافرٍ
يحاصرُ أنفاسَ الجهاتِ
لا يفلتُ منهُ الغمامُ
مسلَّحٌ بالكرهِ والضَّغينةِ
ينحازُ للسُّخطِ والمجونِ
لا يعرفُ السَّكينةَ
يفتِّشُ عَنِ الضُّعفاءِ
العُزَّلِ
لا يبصرُ بياضَ أياديهم
ولا نصاعةَ الوجدانِ
يحملقُ في هويَّاتِنا
يبحثُ عن فقيرِ الحالِ
وكريمِ الخصالِ
موتٌ ..
مشبوهُ النَّوايا
يداهمُنا
غريبُ المنشأِ
والأطوارِ
له أذرعٌ تنبضُ بالخيانةِ
واضحةُ المعالمِ
والملامحِ
تآمرتْ على سوريَّة
في العَلنِ
وَوُضُوحِ الأسَبَابِ *.