كَدَّتني الحَياةُ وأوسَعَتني عِلما
ورأيتُ المَساوىءَ تَشتَدُّ ظُلما
يُدانُ كُرها مَـنْ كان بَريئا
ويَزدادُ الإنسانُ فيها جُرما
تَقَطَّعَ وِصالُ الأعراضِ غُبناً
وسادَ مُرُّ القَطيعةِ رُغما
لا قَابليّـةَ فـي إتِّقاءِ اللهِ
باتَ الصِّدقُ في الأنفُسِ وَهما
خَيَّمَ التَّجَني وضُعفُ الرّؤى
وجَرَّمَ الباطلُ من كان شَهما
قد أشبَعَتنا ضُروبُ النَّواهي
وأَصَحُّ القَومِ قد عاشَ يُتما
أيُعابُ الضعيفُ والهَنـيُّ
ويُكرَّمُ مَـنْ إرتَكَبَ إثما
عُذرا مِنكِ يا دُنيا الأقوياءِ
لا يَحِلُّ مِنَ الشّريعَةِ خَتْما
تَبقى سَلاسِلُ العَذابِ الشَّاهِدَ
على مَنْ أصدَرَ بالسوءِ حُكما
لا يؤتَى ومَيضٌ ويَخُفيهِ عَتمٌ
ولا يَسقُطُ بالصُّدفَـةِ نَجما