إِنِّي مِدَادٌ فَوقَ رِيشَةِ طِفْلَةٍ
رَسَمَتْ بِأَلْوَانِي البَرَاءَةَ فِي القِدَمْ
وَأَنَا يَرَاعٌ فِي أَنَامِلِ شَاعِرٍ
مَنَحَ الحَبِيبَةَ مِلْكَهُ رُوحاً وَدَمْ
أَبْحَرْتُ وَالْأَمْوَاجَ تَعْصفُ بِالخُطَى
وَحَمَلْتُ فِي فُلْكِي الدَّفَاتِرَ وَالقَلَمْ
فَأَنَا مَعَ الأَطْفَالِ أَرْسُمُ أَرْنَباً
وَأَنَا مَعَ الشُّبَّانِ شِعرٌ أَورَقَمْ
وَأَنَا مَعَ الآبَاءِ أَقدُمُ صَفَّهُمْ
و مَعَ الحَرَائِرِ قِصِّةٌ تَرْوي القِيَمْ
وَأَنَا مَعَ الأَوْطَانِ جُنْدِيُّ الفِدَى
أَوْهَبْتُ عُمْري مِنْحَةً وَبِلَا نَدَمْ
لَوْلَايَ مَا زَانَ الحَياةَ مَوَاهِبٌ
لَوْلَايَ مَا بَلَغَ المَنَاصِبَ مَنْ حَكَمْ
إِنِّي ألمُعَلِّمُ لِلسَّبِيلِ مَنَارَةٌ
تَهْدِي الأَوَائِلَ وَالأَواخِرَ لِلْقِمَمْ
فَلِمَا الإِهَانَةُ بَالْقُيُودِ لَمَوْقِفي؟
وَمَدَى فِعَالِي وُسْعَهَا نُطْقَ القَلَمْ
لَوْكَانَ يَعْرِفُ قِيمَتِي كُرْسِي الهَوَى
مَاحَطَّنِي خَلْفَ الشِّبَاكِ وَمَانَقَمْ
يَا أَيُّهَا التَّارِيخُ سَجِّلْ مَاجَرَى
وَارْوِي المـساءةَ لِلْأَعَارِبِ وَالعَجَمْ