لُكُمُ بهجَةُ الحَدَائِقِ مِنِّي
فَاطمَئنُّوا! تَغْلِي حَنَاناً يَدَايَا
اطمَئِنُّوا مِن جَانِبي أيُّها النَّاسُ
.. فلَوْ لَمْ أكُن شَذىً كنتُ نايَا
لكُمُ ضِحكَتي، وللهِ حُزْنِي
أنا للهِ ذاهبٌ بِأَسَايَا
ذاهبٌ مُفرَداً أسىً وحَنِيناً
صارخٌ فِي الطريقِ: يَا مَوْلَايَا
افْدِ بِي كلَّ دمعةٍ بالجَوَى
حُبْلَى، وَلا تتَّخِذْ شَهِيداً سِوَايَا
إنَّهُم سيِّدي عِيَالُكَ ذابُوا
ظَمَأً؛ فَارْوِ رُوحَهُمْ بِالعطَايَا
قَدْ لقُوا ما لقُوا احْتِراقاً وقَهْراً
في فضاءٍ مُرٍّ يسيلُ شظَايَا
إنهم أنبيَاؤكَ الأرجوانيُّونَ
.. حزنٌ مخصَّبٌ بالبَلايَا
إنَّهم مُثقَلُو العُيُونِ بآلافِ
.. الموَاويلِ .. والرُّؤى .. والحَكَايَا
إنهم يعشقُون وجهَكَ نُوراً
غيرُ مؤذٍ للعشقِ بحرُ الخطَايَا
ذاكَ سرٌّ في الرُّوحِ أبعدَ مِن أَنْ
يجرحَ الوحلُ نُورَه .. يا هَوَايَا
افدِهِم يا كَرِيمُ بي .. أنَا لا أقدِرُ
.. أن أبصِرَ العبادَ عرَايَا
قُدَّ رُوحي لهُم جلاليبَ وَرْدٍ
واكسُهُمْ يا رَبِّي بِحَارَ شَذَايَا
مُدَّ ظَهري عَلى الصِّراطِ لهمْ
جِسراً؛ لكَيْ يعبُرُوا لِمَاءِ التَّحَايَا
آنَ يَا أيُّها المَسَاكِينُ أنْ ..
تشتَعِلوا الآنَ بالسُّرُورِ حَنَايَا
آنَ أنْ تدخُلوا غمَامةَ رُوحِي
ادخُلُوا!! إنَّها تفِيضُ هَدَايَا
آنَ أنْ تمرَحُوا بِوَادِي التَّجَلِّي
وتفُوحُوا بِكُلِّ بَرقٍ مرَايَا
لا علَيْكُمْ مِمَّا أُلَاقِي غَرَاماً
أنَا فِي الحُبِّ قَد نذَرْتُ دِمَايَا
لَكُمُ جَنَّةٌ، وَجَنَّةُ رُوحِي
أنْ يَقُولَ الجَمَالُ: هَذَا فَتَايَا!!