أَيُّهَا اَلْإِنْسَانُ يَا حَامِيْ اَلْحِمَى
يَا جَمَالَ اَللَّهِ أَرْضًا وَسَمَا
أَيُّهَا اَلْبَاعِثُ فِيكَ اَلْحُلُمَا
أَمَلاً تَرْقَى عَلَيْهِ سُلَّما
كُلُّ هَذَا اَلْكَوْنِ لَكْ
اَلرَّوَابِي وَالْفَلَكْ
لَكَ قَدْ خَرَّ اَلْمَلَكْ
سَاجِدًا يَا أَدَمَا
أَيُّهَا اَلْوَاحِدُ فِي كُلِّ اَلشُّعُوبْ
أَيُّهَا اَلرَّاحِلُ فِي نَفْسِ اَلدُّرُوبْ
يَا شَبِيهَ اَلنَّفْسِ يَا نَفْس اَلْقُلُوبِْ
نِلْتَ رُوحَ اَللَّهِ حَتَّى تَعْظُما
فَعَلَامَ اَلْحِقْدُ ذَا
وَلِمَ اِعْتَدْتَ اَلْأَذَى
أَنْتَ لَمْ تُخْلَقْ لِذَا
بَلْ لِتَبْنِي اَلْأُمَمَا
يَا أَسِيرَ اَلْمُشْتَهَى وَالْمُغْرِيَاتْ
يَا سَفِيرَ اَلْمُنْتَمَى وَالذِّكْرَيَاتْ
يَا سَمِيرَ اَلْمُرْتَجَى وَالْأُمْنِيَاتْ
سِر لِنَيْلِ اَلْمَجْدِ تَخْطُو هِمَمًا
كُنَّ نِدِّيًّا فِي جَلَالْ
فِي جَمَالَاتِ اَلْكَمَالْ
أَوْ كَمَالَاتِ اَلْجَمَالْ
بَشَرِيًّا أَيْنَمَا ..
كُلُّنَا نَبْضٌ تَجَلَّى وَسَما
وَاحِدًا يَعْزِفُ فِينَا اَلنَّغَمَا
نَرْفَعُ اَلْآمَالَ نَجْلُو اَلْأَلْمَا
وَعَلَى اَلْحُبِّ اَلْجَمِيعُ اِلْتَحَمَا
مُدَّ بِالْحُبِّ يَدَا
وَاشْدُ فِي كُلِّ اَلْمَدَى
وَامْضِ لَا تَخْشَ اَلْغَدَا
فَالْقَضَاءُ انْحَسَمَا
يَا جَمِيلاً تَحْسُنَ اَلدُّنْيَا بِهِ
وَشَذِيا فَاحَ مِنْ أَطِيَابَهِ
تَتَمَنَّى اَلرَّحْمَةُ اَللُّقْيَا بِهِ
كَيْ يَمُرَّ اَلدَّهْرُ قَلْبًا أَرْحَمَا
اِرْتَفَعَ لِلْقِمَّةِ
فِي غُيُومِ اَلرَّحْمَةِ
وَانْتَفِضْ لِلْأُمَّةِ
بِالْهُدَى لَا بِالدِّمَا
كُلَّمَا مَرَّ اَلزَّمَانُ اِقْتَرَبَا
لِلنِّهَايَاتِ فَلَا لَنْ تَهَرُبا
فَاجْعَلِ اَلْأَيَّامَ تَعْبُرْ كُتُبا
مُلْهَمًا تَحْيَا وَتَفْنَى مُلْهِمًا
إِنَّمَا اَلْوَقْتُ سُطُورْ
حِبْرُنا فِيهِ اَلْعُبُورْ
فَخُطَانَا لَا تَغُورْ
حِينَ مَرَّتْ قَلَما
نَحْنُ نَرْقَى بِالتَّآخِي اَلأُفُقَا
نَمْلَأُ اَلدُّنْيَا بِحُبِّ أَلَقًا
نَنْثُرُ اَلْوُّدُّ خُزَامًا عَبَقًا
لِقُلُوبِ اَلنَّاسِ حَتَّى تَنْعُمَا
فَشَذَا اَلْوَرْدِ يَقُولْ
إِنَّمَا اَلْحُبُّ رَسُولَْ
لَهُ تَنْسَاقُ اَلْعُقُولْ
وَبِهِ اَلْقَلْبُ اِرْتَمَى
نَحْنُ أَقْوَى مِنْ فُجَاءَاتِ اَلزَّلَازِلْ
وَمِنَ اَلْإِعْصَارِ إِذْ جَاءَ يُنَازِلْ
مَنْزِلٌ نَحْنُ إِنِ اَنهْدَّتْ مَنَازِلْ
لَيْسَ يَهْتَزُّ وَلَا لَنْ يُحْطَمَا
فَلَنَا اَللَّهُ يَدُ
فَهُوَ نَعِمَ اَلْمُنْجِدُ
وَإِلَيْهِ اَلْمَوْعِدُ
لِمَ نَخْشَى اَلْمُؤْلِمَا
أَيُّهَا اَلْإِنْسَانُ يَا رُوحَ اَلْحَيَاةْ
يَا رَسُولَ اَللَّهِ بَيْنَ اَلْكَائِنَاتْ
يَا قَوِيمَ اَلْخَلْقِ يَا عَذْبَ اَلصِّفَاتْ
عُدْ إِلَيْكَ اَلْآنَ طُهْرًا مُكْرَما
فِي صَلَاةٍ وَصِلَةْ
وَتُقَاكَ اَلْبُوصَلَةْ
لِلَّذِي تَسْجُدُ لَهْ
عُدْ لَهُ مُعْتَصِمًا
رَاحِلٌ خَلْفَ مَجَاهِيلِ اَلْقَضَاءْ
لَسْتَ تَدْرِي مَا اَلْوَرَا خَلْفَ اَلْوَرَاءْ
طَمْأَنَ اَلنَّفْسَ رُضُوخٌ وَرِضَاءْ
طَيِّبًا يَأْتِي اَلْقَضَا أَوْ عَلْقَما
هَذِهِ اَلدُّنْيَا جَمَالْ
تَرْتَدِي ثَوْبَ اَلْجَلَالْ
فِي سُهُولٍ وَجِبَالْ
خَلْقُ رَبِّي اِنْسَجَمَا
لَا تَعُدْ لِلْخَلْفِ وَانْسَ اَلْمَغْرِبَا
أَنْتَ شَرْقٌ شِيْءَ ألَّا يَذْهَبَا
كَوْكَبٌ بَعْدَكَ تُبْدِي كَوْكَبا
قُمْ بِنَا نَجْلُ اَلْفَضَاءَ اَلْمَعَتَمَا
أَنْتَ ضَوْءٌ مِنْ ضِيَاءْ
وَسُمُوٌّ مِنْ سَمَاءْ
أَنْتَ غَوْثٌ لَا غُثَاءْ
تَبْعَثُ اَلْمُنْهَدِمَا
ضِئْ بِنُورِ اَلْعِلْمِ بِاسْمِ اَلْأَكْرَمِ
{ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمِ}
مَغْنَمَ اَلْخَيْرِ وَخَيْرَ اَلْمَغْنَمِ
كُلَّمَا يَقْطُفُ مَحْصُولاً نَمَا
هَيْئَةُ اَلْعِلْمِ رَزِينَةْ
هَيْبَةٌ، مَجْدٌ، وَزِينَةْ
هُوَ لِلْعُمْرِ خَزِينَةْ
فَاُدُّخِرَ كَيْ تَغْنما
فِكْرَةٌ أَنْتَ كَمَا غَيْرُكَ فِكْرَةْ
لَا تَكُنْ إِلَّاكَ فِي رَأْيِ وَنَظْرَةْ
عِبْرَةٌ أَنْتَ وَمَنْ بعدَك عِبْرَةَ
فَلْتَكُنْ دَرْسًا جَمِيلاً مُفْهِمًا
فِكْرَةٌ هَذي اَلْحَيَاةْ
كُلُّهَا حَتَّى اَلْمَمَاتْ
إِنَّمَا اَلْفِكْرَةُ ذَاتْ
كُنْ لَهَا مُحْتَرِما
إِنَّمَا اَلدُّنْيَا تُحِبُّ اَلْمُسْلِمَا
مَنْ سَعَى لِلْخَيْرِ يُعْلِي اَلْقِيْمَا
آمِرٌ بِالْعُرْفِ يَأْبَى اَلْمَأثَمَا
هُوَ غَيْثُ اَلْأَرْضِ فِي وَقْتِ اَلظَّمَا
سِلْ عَلَيْنَا كَوثْرَا
عِشْ عَطَاءً أَكْثَرَا
فِي اَلْعُلَا طِرْ مُمْطِرا
فِي اَلثَّرَى انبعْ زَمْزَمَا
جِئتَ للأزْمانِ بَدْرًا نَيِّرا
تَبْعَثُ اَلنُّورَ أَمَانًا لِلْوَرَى
فإِذَا اَللَّيْلُ دنَا مُسْتَتِرًا
اِبْتَسِمْ تَجْلُ اَلأسى وَالظُّلَمَا
مُدَّ كَالْبَحْرِ اَلْعُبَابْ
تَرْوِ كَفَّاكَ اَلسَّحَابْ
تُحْيِ سُقْيَاكَ اَلْيَبَابْ
أَينمَا طِفْتَ هَمَى
هَلْ فَهِمَتَ اَلْآنَ أَسْرَارَ اَلْوُجُودْ
أَرَأَيْتَ اَلْعُمْرَ مِنْ خَلْفِ اَلسُّدُودْ
حِينَمَا حَطَّمَتْ أغلالَ اَلْقُيُودْ
إنَّكَ اَلْآنَ إذًا لسْتَ كَمَا…
كُنْتَ عَقْلاً دُونَ فَهْمْ
أَوْ فُؤَادًا دُونِ عِلْمْ
كُنْتَ تَحْيَا دُونَ حُلْمْ
فَامْضِ تَرْقَ الأنجُما
أَيُّهَا اَلْبَاعِثُ أَسْرَابَ اَلْأَمَانِي
مِنْ غُصُونِ اَلْعَزْمِ مِنْ حَقْلِ اَلْأَغَانِي
سَيَعُودُ اَلسِّرْبُ يَوْمًا فِي أَمَانِ
يَحْمِلُ اَلْمَجْدَ بِهِ وَالْحُلُمَا
كُنْ بِحَقٍّ مُؤْمِنا
بِكَ تَزْدَانُ اَلدُّنَا
وَلَكَ اَلْمَجْدُ اِنْحَنَى
خَاضِعًا مُسْتَسْلِمًا
البسِ الصِدْقَ وحُسْنَ الخُلُقِ
وانشر الود بأندى عبقِ
وَانْأ عَنْ أَسْبَابِ كُلِّ القلقِ
هكذا تحيا كريما قيِّما
باعثًا صبح السرورْ
باحثا عن كل نورْ
بك حقلٌ من عطورْ
في الجميعِ ارتَسَما
أنت معنىً لكلامٍ حسَنِ
تتحاشى مُجرَياتِ الفِتنِ
لِيَعِيشَ اَلْكُلُّ أَزْهَى زَمَنِ
يَنْشُدُ اَلْأَخْلَاقَ يُعلي الشِّيَما
نَحْنُ رُوحٌ وَاحِدَةْ
وَجِبَالٌ صَامِدَةْ
وَخَطَانَا صَاعِدَةْ
وَبِنَا اَلدَّهْرُ سَمَا
لَيْسَ يَبْقَى مَا حَيِينَا سَيِّئٌ
كُلُّ يَوْمٍ بِسُعُودٍ يُنْبِئُ
إنْ دهى اَلشَّرُّ فَلَا نَخْتَبِئُ
نَتَحَدَّاهُ وَنَمْضِي قُدُمَا
كُنْ كَغَيْمٍ، كَالْجِبَالِْ
فِي ثَبَاتِ وَانِهْمَالْ
لَسْتَ تَدْرِي مَا اَلْمُحَالْ
مُقْدِمًا لَا مُحْجِما