(الى اصدقاء العمر حيثما كانوا )
للبَحْرِ لَوْنُ السَماءِ
وزُرْقَةُ لَونِ عـيونُ العَدُوِّ
وَحُزْنُ النِساءِ على مَنْ مَضَوا لِلحُرُوبْ
وللبَحْرِ رَهبَةُ صَمْتِ الغروبْ
ولِلبَحْرِ رائِحَةُ العَرَقِ المُتَطايِرِ
مِنْ جَسَدِ الهارِبينَ إلى جَنَّةٍ
في بِلادٍ غريبه
وللبَحرِ صَمْتُ آنْتِظارِ الحَبيبه
وللبَحْرِ دَهْشَةُ هذي الرِمالِ
تَدوسُ عَليْها النِساءُ العَرايا
وللرَملِ نَفْسُ آنْعِكاسِ المَرايا
ونَفْسُ آنِكِسارِ قلوبِ الأرامِلِ
وهيَ تُعانِدُ لَهفَتَها للقُبَلْ
ورَهْبَتُها مِنْ ضَياعِ الأمَلْ
وللبحرِ أحلامُنا في الرِجوعْ
ولليلِ خَوفُ آشْتِعالُ الشموعْ
وللبَحرِ قِسْمَتُهُ العادِلَه
هُنا مَرْكَبٌ لا يَصِلْ
وهُنا سَمَكه
وهُنا مَوْجَةٌ بَعْدَها مَوجَةٌ
بَعْدَها تَبْدَأُ المَعْرَكه
بينَ مَنْ حَلَموا بالطريقِ الذي
يَربُطُ البَيْتَ بالمَدْرَسه
وبينَ الذينَ أتوا للبلادِ غُباراً
تُبَعْثِرُهُ الريحُ مِنْ مَكْنَسَه
إنَّهُمْ أبدِلوا النايَ بالصَولَجانْ
فَلَمْ يَرقُصوا مِثْلَنا في الحقولِ
ولَمْ يغسِلوا بِنَبيذِ العِنَبْ
وَلَمْ يسْمَعوا الريحَ تعزِفُ لَحْنَ القَصَبْ
وللبَحْرِ أولادُنا القادِمونَ
على مَركبٍ لَنْ يَعودْ
وكلُّ شِراعٍ لهُ صوتُ أُمٍّ تُنادي
وتَذرِفُ دَمعاً يراوِحُ بينَ الرجاءِ وبينَ العَتَبْ
وللبَحرِ نرمي الذي يحتويهِ الكتابْ
ونحفظُ عَنْ ظَهْرِ غيبٍ تراتيلانا
ونَشيدَ العَذابْ
ونَرسُمُ بالغَيمِ فوقَ البحارِ الطريقَ
الذي ينتهي دائِماً بالغِيابْ
نُبَدِّلُ نِسْرَ الطُغاةِ -الذي ظَلَّ طولَ الحياةِ
يُتَوِّجُ اوراقَنا – بالغُرابْ