آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
نصف قرن من دماء تستغيث
والربى حبلى بصرخات الولايا
والرجال
و الولاد
لم يكن من حيلة غير الوشاح
غير قنديل
يجوب الأرض بحثا
عن أثير
كان يلهو بالجوار
عن تراب ربما قد ضم “شادي”
عن صهيل كان رمزا
للبيادر والبوادي
يا فلسطين
يا صلاة الجرح جهرا
كم شققت القلب مني يا بلادي
نصف قرن أو يزيد
والخيام
دون خيال يثور
إن يموج القتل فيها
والأعادي
يا صلاة الصبح فينا
ياالقداسة
يالمسيح
يا الرسول المسرى باك
والديار
كفكفت دمعا وحطت في الحدأد
ثم صلت
ثم شالت
ثم حطت
قرب زيتون وكرم
قرب مقبرة الجدود
ردد الكون الصلاة
والدعاء
والخيام قاب قوسين
تموج
بالمراقص
والرجالات السكارى
والحبالى بالغواني
بالنهود
أرهقتني حين لطمت
حين صرخت
حين فر الصبح منها
واختفت ضحكات “شادي
أرهقتني حين حفرت
فوق صرخات المقابر:
“يا إلهي
رد داري
والعيال
والكروم
حجة الدار العتيقة
والجدار
أو رد لي عنزات جدي
فأسه الأولى
وبئرا
كان يروي
كل كرمأت الجنوب
والمواسم
والصباحات الحنونة
والفراشات التي تقفز
من شال أمي
أو شلة الصوف المسافر
في المكان
أو بعض ضحكات الولاد”
كل هذا
والخيام
دون فرس
أو صهيل
أو فوارس
تصطفى الأعداء حينا
ثم حينا
تستييح القتل فينا
والخناجر
عند خائن
أو عميل
أو عند بياع الحدود
أرهقتني وردة الحقل
طويلا
حين نادت كل رواح وباد
كي يقيم الدار يوما
أو يعيد الطير حرا
بين تلات البيادر
أو يعود الآن “شادي”
وحدها الكلمات حبلى بالفوارس
يا بلادي
وحدها الأشعار ترفض
والجنود ببر مصر
والصحارى
ذاب قلب الصخر منهم
بينماتلهو الخيام
غافيات في المر اقص
والمراحيص العلا
بين أروقة الأعادي
أرهقتني ساحة المسرى
العنود
حين حطت في الحداد
ثم شالت
ثم حطت
ثم شالت
قرب قبر شامخ بين الأعالي
كفكفت دمعا وصلت للبلاد
لم تكن تعلم بأن القبر شادي
