لصحيفة آفاق حرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تراهم إذا اجتزت النجوم تفرّدا
أشاحوا لحاظ الشعر عنك تعمّدا
تغاضت عن الضوء المهيب تحاسدا
لعلك أن تلقى أفولا وتبردا
معمّدة بالنقص شتى قلوبهم
ويجمعها حب النفاق توحّدا
إذا ما رأوا في النص نفسا مهيضة
تقمصت الأسلاف صرحا ممردا
بنت بيتها الشعريّ فوق رفاتهم
وأضحت تحوك الأمس ثوبا مقلّدا
أشادوا بها والحال أنّ رياءَهم
رآها سفوح الشاهقات فمجّدا
وأحمقَ لا تلقاه إلا مفوّها
لشلته الخرقاء: حملٌ تأسّدا
تعاضدهم يُبنى على الجهل شِرعة
على هامش الإحسان سيلٌ فأزبدا
ضحالٌ وقد أعيَوا من الحُمق من أتى
نصوحا يداويهم رشيدا مسددا
ولا خير فيهم غير أنّ ابتذالهم
يؤجج بركان الهجاء توقّدا
تراهم على لحم القصيد تهافتوا
جياعا لما تجني الأوابد حُسّدا
صغارا فلن يأتوك إلا تلصصا
وحسبك إذْ تبدي اقتباساتهم صدى
وحسبك أن تبقى كفأسٍ بعنقهم
ليحتطبوا فحما من الضغن أسودا
ولو علموا أنْ للقصيدة واهبٌ!
أتوه تقاةً واستقاموا تعبّدا
هو القلب مفتونٌ بأسمائه التي
أحالت ظلام الصدر (إنْ شاء) فرقدا
محبٌ لأسفار القصيد مغامرٌ
يُجمّله أصلٌ كريمٌ تعسجدا
مغيرٌ على هام الصعاب بجرأة
وماكان جبارا كجأشي مسوّدا
شكورٌ فإنْ أغوته في الشعر نفحةٌ
تغنى بها جهْرا وقام ليسجدا
وأعجب من شعرٍ يُداري اقتباسه
كأنّ اقتباس الشعر حقٌ له غدا
ولستُ بمنّاع الرشاء فمهجتي
بها ما يُروي الكون عمرا ممددا
ولكنّه شح النفوس مصيبة
جعلت لها شعري حساما مجرّدا