قصيدتي هاجرتْ للحزنِ والشجنِ
فانسلَّت الروحُ من فكري ومن بدني
ناديتُ يا حرفُ ، يا معنى أتترُكني ؟
وليس في العمرِ بهجاتٌ لتؤنِسني
أبكيهِ حرفًا تغذَّى من عروقِ دمي
وصاغهُ ألمي لونًا بهِ سكني
فِيهِ انزرعتُ جذورًا مدَّها قدري
في غيهبٍ ضاق عن سرِّي وعن علني
فبِتُّ في مكمنِ الأحزانِ تأسرني
قبضاتُ ريحٍ فلا تغريدَ في فنني
أغصانُ عمري ذوتْ والدمعُ أغرقَها
فلا بلابلَ تشدو ،،،،والربيعُ فَنِي
قَدْ جفَّ عودٌ وأوتارٌ تؤرجحُها
لواعجُ الخوفِ من همِّ ومن حَزَنِ
أشكو لحرفي جفافا في ربيعِ ندىً
كم كانَ يخضرُّ فيما فاتَ من زمنٍ
تواترَ القهرُ والأحزانُ جمَّرَها
حريقُ وجدٍ تهاوى في مدى الوهَنِ
للعمرِ لونٌ توارى خلفَ غيمِ غدِ
فغابَ نورٌ وغَيْضُ الماءٍ يُظمِئُني
أبثُّ شكوايَ للحرفِ ال مضى قُدُمًا
نحوَ الغيابِ فراحَ الفقدُ يُطفِئُني
ناديتُ علَّ ندائي صادفتْهُ يدٌ
تحنو ،،،،،فيدنو ويلقى من سيسمعُني
فكم تشبَّثَ بي همٌّ فتزجرُهُ
لواعجُ الروحِ حتى باتَ يأسرني
كلُّ النداءاتِ غابتْ في صدى لهبٍ
كم أجَّجتْهُ عذاباتٌ تؤرجِحُني
بينَ الغصونِ التي جفَّتْ وأيبَسَها
مَرُّ الزّمانِ على روضٍ ،،ولم تهِنِ
تصارعُ الرّيحَ إن هبَّتْ وتوقِدُها
مجامِرٌ ليس تخبو ،،،،كم تحرِّقني
هو التشبُّثُ بالمعنى الذي الذي نبتتْ
روحي ببستانٍهِ المزروعِ بالمحنِ
آسو جراحًا فتصحو تستغيثُ بما
يومًا سيبقى من الآهاتِ في شجني
ليتَ الأماني تواتي في ربيعِ غدٍ
فتملأ الشمسُ نيساني ،،ليذكرني
ويرجعُ ُ الحرفُ مزهوًّا إلى قلمي
يُبدِّدُ العتمةَ الأقسى ،،،فيسعدَني