هذا أنا وحقيقتي أشعاري
وقصيدتي عزفٌ على أوتاري
والواقعُ المأسورُ في تنهيدتي
قد كان حلماً ساطعَ الأنوارِ
لكنني حين ارتطمتُ بضوئه
ألفيتُه يمضي بغيرِ مساري
ورأيتُ خلف ضبابهِ دوَّامةً
لمَّا فككتُ طلاسمَ الأقدارِ
فجعلته أنشودةً غنيتُها
لأعيدَ من بئرِ الظلامِ نهاري
أوقدتُ نجمته برقصةِ دمعةٍ
ونثرتُ فوق غيومهِ أفكاري
فتهاطلتْ أشواقُهُ وكأنَّها
لغةٌ تترجمُ لهفةَ الأمطارِ
…….
هذا أنا… سطرٌ أخيرٌ حائرٌ
لم يقتنعْ بتمائمِ الأسفارِ
لم يرضَ هامشَهُ الصغيرَ فإذ بهِ
يمضي بعكسِ مشيئةِ التيارِ
بالحب يبحرُ بين أمواجِ الأسى
ويبارزُ الأشواكَ بالأزهارِ
متنسِّكٌ بالياسمينِ وعطرِهِ
متشبِّثٌ بالحبِّ كالأشجارِ
جذري حنينٌ راسخٌ وثقافتي
عشقٌ ومذهبُ أصغريَّ نزاري
لمْ أنطفئْ فسماءُ قلبي حرَّةٌ
ومشاعري عبرتْ أسى الأسوارِ
أطلقتُ نحو الأمنياتِ حمائمي
ورسمتُ أدراجاً إلى الأقمارِ
ومسحتُ عن عينِ الصباحِ قذى الأسى
وفتحتُ نافذةً إلى الأطيارِ
لا صوتَ لي لكنني عبقُ الصدى
وشذا الحنينِ ولهفةُ الأنهارِ
هذا أنا… لم أكتشفْ معنايَ بعدُ
ولم أصلْ لشواطئِ الأسرارِ
لكنني أبحرتُ نحو بدايتي
وعرفتُ أن لا ماءَ يطفئُ ناري