هل تناسَيتِ لَهفَتِي يا أزالُ؟
أمْ تَوَهَّمْتِ أنّني تِمثالُ ؟!
إيْهِ صَنعاءُ ، فيكِ قَدَّسْتُ حُبِّي
فيكِ طابَ الهوَى وطابَ الوِصالُ
فيكِ أَطلَقْتُ كُلَّ آمالِ قلبي
وعلى الرأسِ عادَتِ الآمالُ!
فيكِ حُلْمِي تَلَقَّـفَتهُ اللّيالي
واستَباحَت سَماءَهُ الأوحالُ
ثُمَّ كانَ الجَفاءُ ، والأرضُ تَبكِي
مِن دِماءٍ بِكُلِّ حَيٍّ تُسالُ
ليسَ ذَنْبًا عليكِ ، لكنْ على مَن
ظَنَّ أنَّ الصَّداقَ فيكِ القِتالُ
ذَنْبُكِ الحُسنُ والأصالةُ ، يا مَن
صار قَيدًا على يَدَيكِ الجَمالُ
إيْهِ صَنعاءُ .. مَجدُنا ضاعَ مِنّا
والهَوَى مِنهُ لم يعد مِثقالُ
كُلَّما لُحتِ مَرَّةً في خَيالي
صار أحلى مِن اليَقينِ الخَيالُ
واستَعادَت جَوارِحِي ذِكرَياتٍ
في رُؤَاها القُصُورُ والأقيَالُ
والرِّجالُ الذين لَم يَستَكِينُوا
لِلأَعادِي ، ولم يَبِعهُم رِيَالُ
إيْهِ صَنعاءُ .. يا مَلَاكًا جَميلًا
صار يَلْهُو بِرِيشِهِ الأطفالُ
إيْهِ يا (بِنتَ سامَ) لا بُدَّ يَومًا
مِن رُجُوعٍ يَقولُ: كيف الحالُ؟!
ليس يَقوَى على النّوَى مُستَهامٌ
كُلَّ يَومٍ بشَوقِهِ يُغتالُ!
سَوفَ أَلقاكِ، فاحضُنِي شوقَ رُوحِي
كي تَخِفَّ الهُمُومُ والأحمالُ
وامنَحِيني مِن الأمانِيِّ غُصنًا
ومِن الشوقِ نَجمةً لا تُطالُ
وصِلِينِي فأَضْلُعي قد تَداعَتْ
بالتّنائِي، ولم يعد بي احتِمالُ
ذابَ شَوقًا إليكِ قَلبي المُعَنَّى
وهْو بالوَصْلِ طامِعًا ما يَزالُ
إيْهِ صَنعاءُ .. لم أَقُل كُلَّ ما بي
إنَّ بين الضّلوعِ ما لا يُقالُ