تَلَبَّسَني الهَـوى وَاجتاحَ كُلّي
وَحُبُّكَ في دَمي حَدِّ التَجَلّي
فأنتَ سَكينَتي وَسُكُونُ نَفْسي
وأنتَ حَقيقَتي الكُبرى وَسُؤلي
يُظَلِّلُني هَواكَ وأنتَ نُـورٌ
فَلَسْتَ تَغيبُ يانُوري وَظِلّي
أُحبُّكَ فوقَ ماظَنَّتْ عُقُولٌ
فلا وَصْفٌ لهُ في كُلِّ قَولِ
مَلأتَ جَوارِحي نُوراً وعِطْراً
تأرَّجَ منْ شذا وَرْدٍ وَفُلِّ
إذا تَرضى رِضاكَ أعَزُّ عندي
وَأغلى من رضا ناسي وَأهْلي
بعُمْري قد زَرَعْتَ حُقولَ وَرْدٍ
وأنتَ رَبيعُهُ في كلِّ فَصْلِ
وأجْرَيتَ الهوى في القلبِ نَهْراً
فَفاقَ عطاؤُكَ الفيّاضُ بَذْلي
فصارَ الحٌبُّ يَسْكُنُني زُهوراً
تَبُثُّ العطرَ في صُبحي وَليلي
وَصارَ النُورُ يملَؤُني سُروراً
كَسحْرِ النَجْمِ والقَمرِ المُطِلِّ
رأيتُكَ في المَدى رُوحاً لرُوحي
فأسْرَعْتُ الخُطى لألُمَّ شَمْلي
وفي كُلِّ الجِهاتِ تراكَ عَيني
فَتَخْلِطُ فيكَ مَعْرِفَتي بِجَهْلي
فِصرتُ منَ التَوَلِّهِ فيكَ حُبّاً
كَمثلِ المَولَويِّ أدُورُ حَولي
فَتَبقى في صَلاةِ العِشْقِ رُوحي
إليكَ بكُلِّ جارِحَةٍ تُصَلّي
أراكَ وإنْ تَغِبْ عَنّي شُعاعاً
يمُـدُّ النُورَ من قَلبي لِعَقلي
فأسلُكُ دَربَ عشقِكَ كي يُريني
جِنانَ الخُلْـدِ ساحرَةً ..لعَلّي
فَلو عَينايَ في الدُنيا تَراها
فَفَضْلُكَ سابِقٌ عن كُلِّ فَضْلِ
لكَ اشتاقَتْ شِغافُ القلبِ حُبّاً
وَنارُ الوجْـدِ تَحْرقُني وَتَغْلي
فَلو أبكي سأبكي من حَنينٍ
أُهَدْهِدُهُ بصَبْرٍ مُضمَحِلِّ
فأنتَ لقَلبيَ المُشتاقِ نبْضٌ
وَدُونكَ إنْ غَزاني الشَوقُ مَنْ لي؟
فإنْ ألْهَى جَميعَ الناسِ شُغْلٌ
فَحُبُّكَ شاغِلي عَنْ كًلّ شُغْلِ