هون عليك / شعر : الشاعر الأردني عبد الرحيم جداية

.
يقول الشاعر الصديق عبدالرحيم جداية في قصيدة أسماها “هون عليك ” والتي كان قد وجهها إلى الصديق نضال القاسم .

 


(قلبي عالقٌ في الفخِّ) يسحبني إليكْ

لا عليكْ

وجهك الوضّاءُ ينبش في المضى

ليذوبَ طوعاً..

مع تراتيل المساء على يديكْ

ويزف برقَ طفولةٍ عبرتْ

لتسكن مقلتيكْ

لا عليكْ

فأنا انقسامُ الناي والفيروزِ

والشوق المشظّى

حينَ تُقْطِبُ حاجبيكْ

وأنا رفيفُ النور والبارودِ يا نجماً

تلظّى في الدجى

إذ أخرجوكَ ضلالةً

هون عليكْ

كم كان قلبي عاشقاً للصيدْ

كم كان قلبك مشرعاً للأغنياتِ

مكسّراً للقيدْ

قيدٌ يكبلُ في ضفافٍ للزمانْ

قيدٌ.. أيثقل كاهليكْ؟

هون عليكْ

فأنا صديقي.. يا صديقَ الريحِ

إذْ تطوي الديار محلقاً

لتضم خارطة البلاد بساعديكْ

يا عالقاً بالفخِّ صبراً

هل تظنُ حكاية الأيامِ إلا منبتا

للشوقِ والتاريخ.

فالحناءُ خضّبنا

لأنبتَ من خيوطِ الشمسِ مرقدنا

ويخيطُ من فجِّ الضياءِ

موشحاً بالصوتِ يتلوكَ الصدى

وأنا أرتلُ نبعَ هاتيك الطفولةِ

تستقي..

هل ترتوي؟

عطشى يعاقرها الجفافُ لتستقي

فوضى الغروبِ عباءةً

تأوي بلا خجلٍ إليكْ

هون عليكْ

يا عالقا في الفخِّ تبكي

حالِكَ الأيامِ يشربها الثرى

كم تشتكي من أخمصيكْ

هون عليها مرةً

هون عليكْ

فعبيرُ عطرِ غزالةٌ

قد أثقلتْ قلبَ الفخاخِ غوايةً

فتسوّرتْ في معصميكْ

قيدٌ يعانقنا معاً

والشاعرُ الموالَ غنّى

لا عليكْ

سأفكُّ رمزَ حكاية الأيامِ إذ عبرتْ بنا

وأحرّرُ التاريخَ ذاكرةً تلظتْ

في دياجير النوى

فاستسلمت تلك الطفولة مرةً

وحبتْ على أقدامها

وتلمّستْ حباً يديكْ

كي ترتقي

يا شاعرَ النورِ المؤججِ

في ضياء الشمسِ ترحلُ..

ثم ترحلُ..

ثم ترحلُ يا نضالُ..

فلا يطالكَ من هجير الأرضِ نزعاً

بل تزف النورَ للدنيا وتطوي

ما عليكْ..هون عليكْ

ما عاد قلبي عالقٌ في الفخِّ

يسبقني أنا

ما عاد قلبكَ للفخاخ طريدةً

فاصهلْ وردد للصدى

تلك الخيول السابحاتُ..

القادحات..

العادياتُ..

الضامراتُ ..

المضمراتُ..

فلا تطيقُ القيدَ

إذ تعدو إليكْ

هون عليك أيا نضال لمرةٍ

فالورد يذكي في المدى

هون عليكْ..لا عليكْ

فالفخة الحمقاء سلكٌ شائكُ

ترجو عصافير القبيلة

كي تحط رحالها

في راحتيكْ

هون عليها مرة

هون عليكْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

تعليق واحد

  1. (فعبيرُ عطرِ غزالةٌ
    غزالة:مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره
    فالصواب: فعبيرُ عطرِ غزالةٍ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!