هويناها/ بقلم:محمد حسين حمدالله

هَوَيناها وحقّ لنا هَـــــــواها
وأيُّ هوىً يزاحمُ في هَواهــا

هوَيناها لأنَّ المجـــــــدَ فِيها
نَمَا ثمَّ اسْتَــــطارَ بِها دُنَاهــا

هَويناها لِأنَّا مِن ثَـــــــرَاهــا
نبَتنا ثُم عانقنا ضُــــــــحَاها

سَلِ التّـــــاريخَ عنها يومَ كُـنّا
رُؤُوساً تملأُ الدُّنيا صَـــدَاهــا

تبابعةٌ تُزَلزَلُ مِن خُـــــــطـانا
تخومُ الأرضِ يابِسَها ومَاهــا

ســـلِ الإسلامَ عَنّا يومَ كُـــنّا
سُيوفاً سَلّها المَولَى لِـــطَــــهَ

سلِ الأيام عن يَومٍ بِـــبــدرٍ
وزمجرةِ الأسُودِ على رُبَاهــا

همُ الأنصار مَن أهدَواقُرَيشاً
حِياضَ الموتِ تطحنُهم رَحَاها

سلِ اليَرموكَ عن وَثَبات قومٍ
إذا ماأرعَدتْ أبكَت عِدَاهـــــا

أولو بأسٍ إِذا ما الرّومُ هَبَّــــت
على ساحِ الوَغَى فُلَّت قُوَاهــا

إِذا مَا زَمجَروا يوماً تَراهــــــا
جَحيمٌ تلفحُ الأَعدا لَـــــــظَاهــا

بَنَينا سدَّ مَـأرب بل وزِدنـــــــا
ثمانيناً بِيحصُـــــب مُجتَراهــا

وغَمداناً وأوســـــــــــــاناً بَنَينا
(إِرَم ذاتِ العِمادِ) وَما حَوَاهــا

مَلأنا صَفحةَ التَّاريخِ عِـــــــزَّا
وأَوصَلنا إِلَى العَـــــلْيا عُلَاهــا

وَضَعنا فِي ثَرَا الغَبراءِ خُلْداً
وطِرنا لـ (السَّماءِ وَما بَناهــا)

فسَـــــــــمَّينا النُّجومَ لَنا لأَنَّا
سَمــــونا بالبلادِ إلى سَماهــا

يمَانيونَ نِلنا الفَضلَ دَومـــــاً
وحُزنا الفخرَ أوسمةً وجَاهــا

بوصفِ الطِّيبِ أسماها إلهي
فهل جاءَت بهِ أرضٌ سِواها ؟؟

هِيَ الخَضراءُ بلدةُ كلِّ طِيبٍ
بِذا الرَبّ الغَفورُ قدِ اجتَباهَــا

رضَعنا حُبّنا مِنها فَكانَتْ
هيَ الأُمّ الحَبِيبة في زُكَاهــا

ألَا فَلتخبِري مِنّا جدُوداً
بأنَّ النَسلَ عَاثُوا فِي ذُرَاهــا

وأحفادٌ تَبارَوا فِي خَرَابٍ
إذا أجْدادهم شَادوا رُخَاهــا

ألا فلتَلعنِي نذلاً تَماهى
بِها طَيشاً ولَم يَحفظ حِمَاهــا

ليَخدُش خَدَّها المَيمونَ كُرهاً
ويَمحو كُلَّ سَعدٍ فِي لَمَاهــا

وحربٌ لا لشيٍء أوقَدُوها
سِوى أجرٍ تقَاضَوا مِن جُناهــا

وأطرافُ الصِراعِ لَهم قلوبٌ
علَيها الرَّانُ غَشّى ماغَشَاهــا

فلم يرعَوا لحُرمتها حُدوداً
ولم يرثَوا لِبلدتهِم عَناهــا

وجمهورٌ مِنَ الأَحياءِ مَاتوا
وهل سيعون من ماتوا أذَاهــا؟؟

ومَا الأوطانُ إلاّ مِن إِباها
فإِن هِيَ أُُصمِتت شُلّت عُرَاهــا

ستَعلمُ أمّتي يَوماً إذا ما
أرادَت نَومَها نالت جَزاهــا

وما نومُ الشعوبِ بِمستمرٍ
ولكنْ راحةُ الجندي قَضاهــا

وإنْ طَالَت على الأوطانِ ظلما
فضوءُ الصبحِ آتٍ من دُجَاهــــا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!