أرى نايَها
كمنْ يَخيطُ قصيدةً
لثوبِ يتيمٍ
يَلعنُ حُزنهْ
على زيتونةٍ
خَذلها المطرْ!
أرى قُبّراتِ قَلبي
يَسكُبنَ أعشاشَ الحبّ
في ساحاتِ دَمي،
وأنا سيّالُ الخَطايا،
مِغناجُ الحَيارى،
أهشّ غَمزاتِ خُيوطها
ونقشِ الحِكاية،
حلاوةُ الحرفِ في شَفتيها
شَربةٌ من زَمْزَمِها . . .
أرى ماءَ حُلمي
غَيمةً
حملتْ نَوافذَ الغِوى،
وارتعشَ الزّبيبُ
منْ وَهجِ فَخذها،
صدرِ بُستانها،
حَرثِ بِكْرها،
في حانةِ القُبلةِ الأولى.
أرى صرخةَ الربّ
في عُبورِ ميلادي بِها
وإطلالةُ الجمرِ
شغفُ النّوار للزيتِ . . .
أنا جناحُ اللّحنِ
الآتي على وترِ مشكاةِ فلاّحٍ
أصابهُ شوقُ المِحراثِ
قبل سُقيا المطر!
أنا المبعوثُ
حينَ تمزقِ المَدى
وعَثرةِ ليلٍ
جنتْ عليه مخالبُ الأيامِ
ونهاراتٍ ماكرةٍ
تعافُ وِلادةَ القمر . . .
أرى الأعْمى
يُبصرُ خيالاتِ العَبوسِ
وأنا
لا أرى!