وجاء الليل ، ضجّ الكون بالظُلَمِ
يهزّ مشاعري ، يتقمص الأشياءَ
ينشلني إلى العدَمِ
أراني غارقاً فأقطّر الآها
من شَفَتيَّ يطلقها أنين الروح والأمشاجْ
تسير تسير من بحرٍ إلى بحَرِ
ومن ألمِ
تمزّق أشرعاً ، وتضيع ألواحا
وان الموت يهتفُ :-
” يا طريد اللهِ يامن كان للأقدار مرساها
أيا من كانت الاقدار تبرىء في صلاة الليل أوجاعهْ
هلمّ فلا رؤىٰ خيّالِ يعدو
غير خيّالي
أنا من لا يكون البؤس خِلَّكَ في موازيني
ولا ترتاب من نَدمِ
أنا …
أنا منْ يغور بأفق هـٰذي الأرص موّالي
أبثّهُ للورىٰ يتململونَ
فأقبر الأجساد ، أحرق مالها وأبدّد الجاها
هلمّ فأنك الموعود في كتبي
هلمّ فما سوايَ يصول في الساحةْ ”
وأغرف من دمي وأناشد اللهَ
:- ” دمي يتعلق الأيتام في أهدابه الساعةْ
دمي يتوهمّ النسّاكُ
أنه في عروق الارض منياها
فكيف ؟ الموت يطلبني !!
ويرسل لي أناء الليلِ … أشياعهْ !!! ”
……..
إذا ما رحتُ مرتَهناً
أكون بذمة التأريخِ
إذا ما عُصبّت عينايَ …
إرتفع النشيد السامريُّ العهدْ
وانفلتَتْ أباطيلُ
لتستهوي الأباطيلُ النّذالىٰ
من بني جنسي
وتسترخي علىٰ هامات قامتنا
فتروي من دمانا نحن … يا أبتي
منابرها اللقيطةَ …
دونما لَأْيٍ …
ولا خُنْسِ …
أخطّ على الرمالِ
” انا الضحية ما أضاءتْ شمسنا ومضَتْ سنونْ ”
فيا أبتِي… هو الجوّال يسعىٰ ، يرتأي نَفَسي
هو الجوّال ، والباعَةْ
أنا …. أنا منْ يُناشد ليلَهُ
ويعدّ أشباحَهْ
أنا …. انا من يسافر في أديم الأرضِ ملّاحا
لأعلن ثورتي …
وأزفُّ بشراها
…………
وإن الموت يأتي خطوةً …. خطوةْ
يشقّ طريقهُ … ويجزّ أذيالي …
يجوب عوالمي ويجرّني نحوَهْ
وأبحث يا أبي عن مئزري الغالي
ألفّ به صراخي ، من بعيد الأفقِ قد لاحا
قناديل الأميرةِ قد تراءىٰ في أنين الموتِ لُقْياها
…………
وتأتلق العيون السود من بين القناديلِ
ويرتعش الزجاج بلونها القزحيّْ
اذ امتدت اليه تشيحه بيض الأناميلِ
واهتف ياابي :-
من يا ترى ؟
تلك التي ما لايرى قلبي سوى في سود عينيها
ترنّم بالتراتيلِ
ترى من ياترى ؟ تلك التي صنعتْ
برغم حيائها مني
وطول سكاتها عني
عشيقا هائماً رغم الاقاويلِ
……………………..
أؤوب اليها في رمقٍ ، وفي لَحَظِ
تشد يدي وترفع ساعدي تتوسد الكفَّ
تخضب لحيتي من ادمع الرمضِ
:- ( أيا أبتي ….
أميرة قد دناها من خيالي
منحوتاً من الشذرِ
تألق صولجانه ُ
هبَّ من اعماق ما دررِ
شهيدٌ لم يزل حياً صداه يؤجج الايات والصحفَ
فترسم شفّتاه بأي ما ومضِ
تراتيلاً ………….
بعرق الله صبّتْ
ليلة العرفةْ
……………………………………
ونسكر ياابي من غير ما احراجْ
نشرب من رحيق اللهِ ، يعلو باحةَ الغرفةْ
شجانا من شجى الايام … ياابتي
بكانا من بكا الايتام …. ياابتي
يتمتم في جيوب البحر يعزف الف اغنيّةْ
سرابيل من القطران قُدَتْ من ظلام الليل حولهمُ
وتعد في طمعٍ لنا اقداح خلٍ الف حوريّةْ
……………………………
سالتك ياابي تحبو الي بليلة المعراجْ
سالتك ان تلم خواطري
فافرش راحتيَّ بها
وانعس في جفون غلفتني في هواها
بعد ان جارت ايادي الخوف تهزلني ، ويحملني أساها
تعدم الامال ، اشقى بالاذى من بعد ما تركتني عيناك البهيةْ
سالتك ياابي
تشفي غليلي
وتلقي كف اميرتي
في كفيَ الوهّاجْ
تحنو الي بكفك الرعشى
سالتك ان تضم جوانحي
وتعود بالادراجْ
الى حيث الممالك والتفاف العشق ، ما رشَّ
سوى ويلاته قدري
يكركر في ضحى نيسانَ
يُرقص الف جنيّةْ
يشد حباله ويؤم في صدِري
خليجٌ من سناه مسافرٌ فيَّ
…………………………..
اذا ما عادت الأيام يا أبتي و رُدَّتْ من فلول الموت أُولاها
ألمّ طفولتي وأئنّ في شَفَقٍ
على قلبي الوئيدِ رحاهُ
قبل بلوغهِ العشرينَ في نشوَةْ
اذا جاء الصبا فاستبشرتْ أمي
أضمّ وسادتي وأصيح في يأسٍ : –
” وما الجدوىٰ ”
اذا بانتْ “أميرة” والقناديلُ
وباتَ الحبّ في أوداجي قيثارةْ
أعضُّ أناملي وأدور في الحارةْ
: – ” هراءٌ يا أبي فالحب ما إلّا أباطيلُ “