وجميـــلةٌ بلَدي ، وأجمَـــلُ ما بها
وَجْهُ الصّبــــاحِ إذا تَهَلّلَ مُشْـــرِقا
تأتيــهِ في وَلَهٍ لِتَلثُـــمَ ثَغـــرَهُ
فيهِــبُّ مُشْتــاقًا لها ، ومُعـــانِقا
ومُــؤذِّنُ اللقْيا بِصَــوتٍ مُفعَــمٍ
يَشْــدو ؛ ألا حَيَّ على خيرِ اللقا
لشِتــائها والصّيــفِ ألفي رِحْلـةٍ
بِرُبوعِـــها طافَ الفُــــؤادُ وَحَلّــــقا
ولكل فَصْــلٍ وُجْهَةٌ قلبي مُـوَلْ
لِّيْها ؛ ويخشــى غيرَهُ أن يَسْبِقا
كم مَنْظرٍ بالسّحْرِ يَجذِبُ ناظري
جَــذْبًا ؛ يَبِيتُ به الفــؤادُ مُعَلّقا
فسَــحابةٌ حُبْلى تَنــوءُ بِحِمْلِـــها
تمشي الهُــوَيْنَا ؛ وَجْهُهـــا قد أبرَقا
كبشيـرِ خيرٍ أقبَلَتْ تَشْدو ؛ وَصَـو
تُ الرّعــدِ هَدْهدَ مُـزْنَها فتَدَفّقا
والأرضُ بعد الجَدْبِ تُكْسَى سُندُسًا
وَرَبِيعُــها المُخْضَـرُّ يُهـدي الزّنبَقا
وَطيُــورُها تَشْـــدو وتَرقُصُ فَرْحـةً
ولها خَريرُ المـــاءِ لحْنًا مَوْسَــقا
لا شيئَ يُقلِقُها سِوى الإحَـنُ التي
فتَكَــتْ بِها وَبِشَـــعبِها ؛ فتَمَـــزّقا
لكنّـــها ـ لمّـــا تَزَلْ ـ أُعجُـــــوبَةٌ
رُغْمَ المُصَـابِ ؛ جَمــالُها نَبْعُ النّقا
الحَـرْبُ حاشَــاها تُشَــوِّهُ حُسْـنَها
هيَ جَنّةُ المُضْنى ؛ وطيّبَـــةُ البَقا