من الشباك تنظر لي مليا
فالقاها والقا مقلتيا
كأن جمالها بدر تجلى
على كوني هناك فزدت ضيا
وجئت كعابد انوي صلاةً
بقلبٍ زاهدٍ ورعٍ تقيا
أنوح إلى الإله بكل فرضٍ
بان يلتم شملك في يديا
وعيناكِ اللتي أوحت لقلبي
بلا جبريل صرت لها نبيا
تخاطبني بصوت الصمت اقرأ
ولست بقارئ فأتى إليا
يقول اقرأ بثانية وأخرى
يقول اقرأ وكنت لهُ عصيا
لاني قد قرأتك قبل هذا
ولكني هنا ولداً شقيا
بمهد الحب كيف أشرتي نحوي
ولست هنا سوى طفلاً صبيا
مدللتي الصغيرةُ يا حياتي
إليك أفر من بعضي إليا
وفيك وجدتها نفسي ونفسي
بدونك إنها شيئ نسيا
فإن كان الهوى أمر عجيب
ففي هواك أمر منطقيا
أحبك قالها قلبي ارجعيها
فلا ذنبٌ عليكِ ولا عليا
فهزي الشوق بي يا أنتي هزي
تساقط أحرفي رطبا جنيا
كلي منها اشربي ما شئت أيظا
وقري أعينا يا بنت فيا
سنعشق بعضنا بعضا ونهوى
هواءً طاهراً صفواً نقيا
وفيه أعيش بل وعليه أحيا
بعز شامخ بطلاً أبيا
وإن بسبيلكِ أتت المنايا
أعانقها وآتيها قويا
لأجلك أنتي أرخصها حياتي
فدونك ما الحياة هنا لديا
أنا المقتول في عينيك حقا
ورغم الموت فيها بعثت حيا