على مـاذا تؤمّـلُ بالمنايـا؟
وحُلـمُ الآمليـن هوَ البَقـاءُ
أراكَ غَدوتَ مُبتَئِسًا كثيراً
كأنـكَ لـم يحالفـك الهَنـاءُ
تعلَّمْ كيف تفتحُ ألف بابٍ
أمامك حين ينغلقُ الرجاءُ
ولا تنظر إلى الخلفِ التفاتاً
فقـد يقصي تقدّمَك الـوراءُ
وقد تنهـار منكسرًا كغصنٍ
تفرَّسَ طول وقفتهِ الهواءُ
تقـدّم للأمـام بـلا رجـوعٍ
رجوعُ المرء للخلفِ انحناءُ
ولا تنسى ملاحقة الأماني
وإن هيَ لا تلاحقها الضّباءُ
ستبرحُ ما تريدُ ولا محـالٌ
أمـام الطامحيـن ولا عيـاءُ
وإن عثرت خطاك بذات يوم
فقلْ: لا بأس نحـنُ الأقـويـاءُ
ونحنُ القادرون على التحلي
بنـور الصبـر إن حَـلَّ البـلاءُ
ولا تبــدو كمُنهــزمٍ حسيــرٍ
تقهقـرَ حين أدركـهُ المسـاءُ
ضياؤك فيكَ لا تَخَفِ الليالي
فإن الخوفُ عجـزٌ وانكفـاءُ
وعزمُكَ في إرادتكَ امتطيها
إلى مجــدٍ يواريــهِ الخفــاءُ
إذا أسلمـتَ أمـركَ مستكينًا
لأيدي الخوف يدركُك العناءُ
ويستشري بكَ اليأس انهزامًا
ويسكنُ في جـواك الإستيـاءُ
ويلغي محتـواك الظـنُّ حتى
يكـادُ عليـك ينحصـرُ الغبـاءُ
وتنكمشُ الفضاءات انكماشًا
عليك، كما يضيقُ بكَ الفنـاءُ
لماذا كل هذا اليأس قل لي؟
وهل فعــلاً تغمّـدكَ الشقاءُ؟
تعلّـم أن تُفكّــرَ في هـــدوءٍ
فــإن حمـاقــة التفكيـر داءُ
إذا فكَّـرتَ كالمعتـوهِ سِلبًــا
بمشكلــةٍ،، فتفكيــرٌ؛ هبـــاءُ
وإن فكَّـرتَ تفكيـراً سليمًــا
فَحَــلٌّ؛ مُستقيــمٌ، واستواءُ
فلا تبدي اضطرابًا وارتباكًا
على شيءٍ فذا شيءٌ هُـراءُ
جمال المـرء في عقلٍ رزينٍ
ودون رزانـةٍ؛ صَنَـمٌ خِــواءٌ