وداعاً كيف أهرب من وداعي.. وكيف أطيق حزني والتياعي
تلفت قلبي المحزون شوقاً.. وكنت أرى بفقدكم ضياعي
حبست الدمع عن عيني ولكن.. دموع القلب ظلت في تداعي
ولاقيت الهموم على إنفرادي.. كأن البئر همت بابتلاعي
يساء لنا الحبيل على رفاقي.. وعن أوراق عمري عن يراعي
وتلك السنين الغَّر راحت.. وهل بعد الفراق من إجتماعي
دكاترتي الكرام خذوا فؤادي.. فإني بعدكم رهن الضياعي
توقف نبض أحلامي وجفت.. ينابيعي وأقلحت المراعي
هنا في الروح مسكنكم وفيه.. لكم ما تشتهون بلا إنقطاعِ
هنا فردوس حب ليس إلا.. بكم يرقى سماء الإختراعِ
هنا لوكرم التاريخ قوماً.. لأجلسكم بأعماق الشعاعِ
مصابيح الهدى والليل داج.. قلاع العلم يالك من قلاعِ
معارفكم لها في كل عقل.. سموٌ و إرتفاع في إرتفاع
وليس بعامرٍ داراً سواكم.. وليس لغيركم تلك المساعي
زماناً عبقرياً قد ألفنا.. وعشنا الحب في تلك المراعي
فيالك من فراقٍ سوف يأتي.. كبل خطونا مثل الأفاعي
ويرحل كلنا حتى كأن لم.. نكن يوماً بود وإجتماع
صباحي كالمساء وما إحتفالي.. بيوم وداعكم الإضياعي