وطني وإن جار الزمانُ سأبقى
أسقيكَ من بين المدامعِ عشقا
وأبوحُ بالآهِ التي عتَّقتَها
في مقلتيكَ عسى ترابُكَ يرقى
فوراءَ غيمِكَ جَنَّةٌ موعودةٌ
فيها ستلقى بعدَ أسرٍ عتقا
ما غبتَ لكنَّ الضبابَ مخاتلٌ
والعتمةُ العمياءُ تخنقُ خنقا
وأدوا سناك لكي يسودَ ظلامُهم
وبغوا عليكَ ومزَّقوكَ لتشقى
هرمَ المدى وتجهَّمتْ آفاقهُ
والثوبُ من كلِّ الجهاتِ انشقَّا
بتنا شظايا من حنينٍ غابرٍ
في قاعِ خيبتنا السحيقةِ غرقى
نمضي بلا جهةٍ إلى خذلاننا
فالغربُ حالفَ في دجانا الشرقا
والأمسُ أيقظَ ناره ورمادهُ
واليومُ حين أفاقَ أُعدِمَ شنقا
والنورُ في كهفِ الظلامِ محاصرٌ
والباطلُ المفضوحُ أصبحَ حقَّا
والحقدُ يشربُ نخبَنا ويريقه
والحبُّ من ماءِ الخيانةِ يسقى
أوَّاه يا وطناً غدا تنهيدةً
في صدرِ عطشانٍ تشقَّقَ شوقا
أتعودُ كالفينيقِ من تحت الثرى
وتردُّ كيدَ من اعتدى أو عقا؟
وتعيدُ ضوءاً للكرامةِ ساطعاً
وتقولُ للباغي بعزمٍ: سحقا
قد كنتَ ذا عبقٍ وعطركَ واثقٌ
لكنهم ساموا زهوركَ حرقا
قطفوك من بين الزنابقِ ويحهم
لم يعرفوا أنَّ الشَّذا للأنقى
لم يقرؤوا يوماً عبيركَ كي يعوا
أنَّ الندى منكَ البريقَ اشتقَّا