قف هاهنا يا أيها الوطن الغريب
وانظر إلى السُعف الجريح
يشوبُ مفرقهُ المشيبُ
إذرف على شُرُفاتنا
أقماركً الصفراء
تؤنسنا إذا انبجس الغروب
وانثر صباك على الثرى
قل كيفً تجمعه الدروب؟
قف ها هنا
انظر صغارك
كلما ليل المجاعة ساقهم
قالوا : وحقك لا نتوب
يا مُنزلً الشهداء
من غيم الفجيعة
أينما حلوا
تفتقت السهوبُ
قف ها هنا
عاد اليتامى والأسارى
أيقظوا كوخا على شط الفرات
فراح ينتحب الجنوب
للحزن مئذنة على عينيك تهدل
أيها الوطن الغريب
قف ها هنا
ازرع جماجمنا على جرفيك أوطانا
يساورها الشحوب
قف ها هنا
يا أيها الوطن البريء
اكتم عن الغادين شهقة حزنك الأزلي
واضحك .. كي يجيئوا
حملوك عنوانا وراحوا
أينما حلوا
يبللهم نداك
التاركون قراك ينهشها الأسى
انطفأوا
ولم تأفل قراك
وتعثروا كيف السبيل
وأينما كانوا
يظللهم غمامٌ من أساك
طوبى لوجهك لا يغيب
يستحي منه المغيب
طوبى، وكم يتربصون ليوم صلبك
كلما رفعوك
ينكسر الصليب
هون عليك
تضوعت كل الفيافي من دمانا
يا أبانا
والدروب
هون عليك
حمامةٌ أخرى
سننحرها قبالة وجهك الظامي
لكي ترضى الحروب
شعر : الدكتور هيثم الزبيدي/ بغداد / العراق