وطن مفقود/شعر:مديحة ردمان( اليمن)

قِف بالديارِ فإنَّ القلبَ يحتضرُ
مابال عينيكَ قد أوشى بها المطرُ؟

وانظر ٳلى دارِ من غابوا ومن رحلوا
واكفِف دُموعك مايُجدي لك النَّظرُ

واقرا السَّلام على الدارِ التي دُرِست
رسومها، وانمحى من فوقها الأثرُ

واسأل عن الأهلِ والأحبابِ أين مضوا
واستودعوني فؤاداً هدَّه السَّهرُ

فارقتهم ونجوم الفلكِ آفلة ٌ
ولم يزين سمائي بعدهم قمرُ

أقمتُ في دارهم حيناً أُعاتبها
“والدارُ ليس لها علمٌ ولا خبرُ ”

بالله يامنزل القوم الذين مضوا
أوصل سلامي إلى من فرَّق القدرُ

تركتُ فوق ثراكَ الروحَ جاثيةً
تجوبُ بين فيافي الحي تنتظر
ُ
هُنا شبابي، هُنا قلبي، هُنا أملي
مرَّت كأضغاث حُلم وانقضى العمُرُ

ٲمِّي الحبيبة تحكي عن بطولتِها
أبناؤها كتبوا التاريخ وانتصروا

ٲميرةٌ من زهورِ الروضِ ليلكةٌ
من نسلِ عدنان ٲشجى حُسنها الحجرُ

سمراءُ لوزية العينين ناعمةٌ
يكادُ ينمو على ٲطرافِها الثمرُ

ٲرضي حبيبة شعري روضتي وبها…
تخال فوق ثراها الموتُ ينهمرُ

تنامُ في جفنها المجروح سوسنةٌ
طفلٌ يتيمٌ وقلبٌ راعهُ الخطرُ

لم يعرف الرفق مذ بانت أظافرهُ
لا شيء غير زفير الخوف ينتشرُ

حولان ماتمّها والطفلُ منكسرٌ
تكاد من حزنه الآفاق تنشطرُ

أرضُ السعيدة: أطلال تنوح دما
لهولِ ماصنعت أقلامُ من غدروا

ليلُ الشَّقاءِ وإن طالت دياجرهُ
حتما يضيءُ وبالإشراقِ ينحسرُ

والعسر لابد من يُسر سيعقُبهُ
يأتي السرور ليمحي مابنى الضَّجرُ

لاتيأسنَّ فخلف الضيق متَّسعٌ
دمع الغيوم -على ماتحتها-المطرُ

 

ا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!